شعر النقائض عند العرب.. من ألوان الهجاء والتحدي بين شاعرين بهجو أحدهما للآخر بقصيدة على وزن خاص وقافية خاصة ورده عليه بقصيدة أخرى من ذات الوزن والقافية

النقائض: جمع نقيضة، مأخوذ من نقض الشيء إذا هدمه.
ونقض فلان كلام فلان إذا أثبت بطلانه.

هذا المعنى يتمثل في القصيدة الثانية التي يرد فيها الشاعر على القصيدة الأولى ليهدمها ويثبت بطلانها.

والنقائض لون من ألوان الهجاء والتحدي بين شاعرين، يبدأ الأول فيهجو الآخر ويفاخره بقصيدة على وزن خاص وقافية خاصة، فيرد عليه الآخر بقصيدة أخرى من ذات الوزن والقافية بحيث يحاول إثبات تفوقه عليه في المعاني، أي أن النقض في الأصل من صفات القصيدة الثانية التي نهضت لترد على الأولى.

نشأة النقائض:

- تطورت النقائض من فن الهجاء الجاهلي القديم، حيث كان الشعراء يهجون القبائل التي تناصبهم العداء.
وفي الإسلام تهاجى شعراء المسلمين مع شعراء المشركين.

- لكن عناصر هذا الهجاء في الجاهلية وصدر الإسلام كانت بسيطة لا تعقيد فيها، حيث لم يتقيد الشعراء بالرد على نفس الوزن والقافية، وبنقض كل معنى من معاني هجاء خصومهم، وكان الهجاء يتوقف بتوقف الحرب.

- أما في العصر الأموي فقد تعقدت قصيدة الهجاء وكثُر عدد أبياتها، وتحول الهجاء إلى غرض دائم مستمر.

- وجد هذا الفن لدى الناس ميولاً واستحساناً، حيث كانوا يلتفون حلقات ليسمعوا الجديد من الهجاء والأخبار والنوادر.
ويتحركون من شاعر لآخر ليهيجوا الحماس ويثيروا النفوس.

- أصبح هم الشاعر رضا الناس وإثبات تفوقه على خصمه الأمر الذي جعل هذا الهجاء يتحول إلى غرض جديد عُرف بالنقائض.
وتحول من الهجاء الخالص إلى ضرب من ضروب الملاهي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال