أزمة المياه في الدول العربية.. المحافظة على نوعية المياه والتأكيد على البعد البيئي في السياسات الزراعية والمائية وحماية وصيانة الموارد المائية والأرضية

يواجه قطاع المياه عموماً بالدول العربية مجموعة من التحديات، أهمها تنامي الطلب علي المياه وبعجلة متسارعة، إذ تشير الدراسات بأنه وفي ظل معدل الاستخدام الحالي للفرد العربي من المياه فإن جملة المياه المستخدمة حتى عام 2010من المتوقع أن تصبح حوالي 287 مليار م3/السنة وذلك بعجز مائي يقدر بحوالي 40 مليار م3 سنوياً.
هـذا وسينقص نصيب الفـرد من المياه في الدول العربية من 970 م3/السنة (2001) إلى 640م3 بحلول عام (2010) وإلى  425م3 عام (2025).
يشكل تدني كفاءة الاستخدام الحالي للمياه في الزراعة العربية تحدياً وهو ما تم التأكيد عليه. هذا بالإضافة إلى تدهور نوعية المياه والتقلبات المناخية.
إن توفير الاحتياجات المائية المستقبلية يعتمد إلى حد كبير على حسن استخدام الموارد المائية المتاحة وحمايتها من الفقد والتدهور.
ورد في إعلان القاهرة لمبادئ التعاون العربي في استخدام وتنمية وحماية الموارد المائية العربية في عام 1997 ما يلي:
 (تعزيز التعاون العربي في مجال المحافظة على نوعية المياه والتأكيد على البعد البيئي في السياسات الزراعية والمائية، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لحماية وصيانة الموارد المائية والأرضية التي تحقق أهداف التنمية الزراعية والريفية المستدامة، وتلبي الاحتياجات الحالية وتطلعات الأجيال القادمة).
مصطلح قدرة المياه استعمل طويلاً عالمياً كمؤشر وحيد لندرة المياه أي كمية الموارد المائية معبرة بعدد السكان مع تحديد النسب 1000، 2000، 500 م3 للفرد/السنة إذا ما تفاوتت شكلت عائقاً للتنمية الاقتصادية والحماية البيئية.
هذا المؤشر لا يأخذ في الاعتبار استخدام المياه للأغراض الزراعية والتي تمثل ما يقارب 90% من الاحتياجات الكلية في المناطق القاحلة ذات الاقتصاد الزراعي.
لذا فأن تقييم الضغط البشري على الموارد المائية هو عنصر هام ويتمثل في السحب حسب المورد.
وعرف ضغط المياه بأنه نسبة المياه المسحوبة إلى المياه المتاحة على أساس سنوي حيث اعتبرت النسبة التي تقل عن 10% دليلاً على وجود مشاكل قليلة في إدارة موارد المياه وما بين 10%-20% تدل على أن المتاح في طريقه ليصبح عاملاً محدداً وأنه يحتاج لاستثمارات هامة في المستقبل وأن السحب الذي يتجاوز 20% يدل على أنه من الضرورة إدارة كل من العرض والطلب مع تسوية استعمالات المتاح لتأجيل الاستدامة.
يتسم الوطن العربي بضعف الموارد المائية والتي تنقسم إلى مصادر تقليدية ومصادر غير تقليدية، تتمثل المصادر التقليدية في مياه الأمطار، الأنهار، والمياه الجوفية بينما تتمثل المصادر غير التقليدية في المياه العادمة (الصرف الصحي، الزراعي، والصناعي) المعالجة ومياه البحر المحلاة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال