شعر الحزب الزبيري في العصر الأموي.. معارضة كبار الصحابة لمبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بالخلافة واتخاذ عبد الله بن الزبير مكة مركزا له بعد مقتل الحسين بن علي

شعر الحزب الزبيري في العصر الأموي:

ظهرت في صفوف الأشراف من أبناء كبار الصحابة رضوان الله عليهم  معارضة حادة لمبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بالخلافة، فقد استخلفه بعده وولاه العهد وأثار هذا الحسين بن علي, وعبدالله بن الزبير بن العوام.

وقام بعض أهل الكوفة بمبايعة الحسين لكنه قُتل.

فبقيت المعارضة بيد عبدالله بن الزبير الذي اتخذَ مكة المكرمة مركزًا لدعوته، وشنّع على يزيد بن معاوية لقيامه بعد مقتل الحسين، فثارت المدينة المنورة أيضًا و أوقع بها يزيد في وقعة الحرّة وقضى على المعارضة.

موت يزيد:

فاتسعت الجروح في الحجاز وقد سار إلى مكة جيش يزيد الذي قضى على معارضة المدينة المنورة، وهبّ كثير من العرب حتى الخوارج للدفاع عن البلد الحرام.

ومات يزيد ورُفع الحصار عن مكة المكرمة وصار عبدالله بن زبير هو القرشي الذي اُختير في الحجاز باعتباره الأحق بالخلافة، فهو ابن الصحابي المقدم الزبير بن العوّام، وأمّه أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت السيدة عائشة رضي الله عنها. فانضمت له قبائل قيس في الشام والعراق و مصر... و تبعته خراسان.

حكم مروان بن الحكم:

وحين تولى مروان بن الحكم الخلافة في الشام تسانده قبائل كلب والقبائل اليمنية، أوقع بالقبائل القيسية في الشام، واستجابت له مصر... وخلفه ابنه عبدالملك بن مروان وكان سياسيًا مُحنكًا يعرف كيف يجمع الناس من حوله باستخدام المال.

في حين كان عبدالله بن الزبير حريصًا وشديدًا في الأمور المادية فانصرف عنه بعض العرب.

سقوط الحزب الزبيري:

وقد كان الحزب الزبيري أسرع الأحزاب سقوطًا، فبمقتل عبدالله ومصعب بن الزبير انتهى حكم الزبيرين ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك، وأسهمت في اضمحلال هذا الحزب عدة عوامل منها: جعل مقر حكومته في الحجاز فقط، ولم تلق نجاحا كافيا في سائر أنحاء الدولة الإسلامية، وكذلك بسبب تواكل عبد الله بن الزبير في نشر الدعوة لنفسه فظل في الحجاز وترك أمر الدعاية إلى أنصاره كالضحاك بن قيس، وزفر بن الحارث بالشام، وأخيه مصعب بالعراق.

الحرص على المال:

وكان لظهور الشيعة والخوارج وقتالهم المستمر لابن الزبير دور في سقوط هذا الحزب إذ توزعت قوته ما بين حزب الخوارج والمختار وبني أمية.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره عن ما اشتهر به عبدالله بن الزبير من الحرص على المال فلم يعمل على اجتذاب الشعراء كما فعل الأمويين الذين لهجوا بمحامدهم، وبثوا الدعاية لدولتهم رغبة في الحصول على أموالهم وأعطياتهم التي بذلوها لهم في سخاء.