تسمية ونشأة الدروز.. الموحدون من الطوائف الباطنية التي انشقت عن الإسماعيلية في عصرها العبيدي بزعامة محمد بن إسماعيل نشتكين الدَّرَزي الذي أعلن تأليه الحاكم

الدروز لفظ فارسي معـرب، ويُقـال للقمل والصئبان بنات الدروز، وبنو درز: الخياطون والحاكة، وأولاد درزة: السفلة والسقاط والغوغاء من الناس.
وهنـاك خلاف حول أصل كلمة درزي هل هي بضم الدال وسكون الراء، أم بفتح الدال والراء كليهما؟ ومرد هذا يعود إلى الخلاف حول حقيقة الشخص الذي يُنسب إليه الدروز هل هو محمد بن إسماعيل نشتكين الدَّرَزي بفتح الدال المشددة وفتح الراء، الذي انتهى أمره بالقتل في وادي التيم، أو هو أبو منصور أنوشتكين الدُّرْزي بضم الدال المشددة وسكون الراء، وهو أحد قادة الحاكم بأمر الله الفاطمي، ويُقال أن الطائفة تنسب إلى أبي منصور الدرزي وليس لمحمد بن إسماعيل إلا أن نسبة الدروز إلى القائد الفاطمي أبي منصور أنوشتكين الدرزي لا تستند إلى أي واقع تاريخي وذلك؛ لأن هذا القائد قد ظهر بعد عصر الحاكم، ولا يوجد أي علاقة بينه وبين هذه الطائفة.
وهناك من يقول إن نسبهم يعود إلى (الكونت دي دروكس) الفرنسي أحد قـادة الصليبيين الذين هربـوا إلى جوار الدروز بعد هزيمتهم في عكا، وهذا زعم لا تؤيده أخبار تاريخية.
ومن الواضح أن سبب تسميتهم بهذا الاسم يرجع إلى محمد بن إسماعيل الدرزي المسمى نشتكين لكونه يعتبر من الذين أعلنوا تأليه الحاكم ومن المؤسسين لهذه الفرقة الضالة.
ويحب الدروز أن يُلقبوا بالموحدين، ولا يحبون أن يُطلق عليهم اسم الدروز حيث إن حمزة في رسائلـه يكثـر مـن ذكـر (الموحدين) فيقول في أحد رسائله " معاشر الموحدين إن الإسلام باب الإيمان والإيمان باب التوحيد " وفي رسالة أخرى " أهل الظاهر وأهل الباطن مؤمنون . وأهل الزمان موحدون ".
وتعتبر طائفة الدروز من الطوائف الباطنية التي انشقت عن الإسماعيلية في عصرها العبيدي، واتخذت لها مبادىء مخالفة في ظاهرها لمبادىء الإسماعيلية، وإن كانت لم تخالفها في جوهرها.
وتسكن هذه الطائفة في مناطق عديدة من بلاد الشام، فمنهم من يقيمون في الشوف بلبنان، وقسم آخر يقيمون بجبل الدروز في جنوب سوريا، وكذلك في هضبة الجولان المطلة على فلسطين، وآخرون يقيمون في شمال فلسطين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال