انقسم الهجاء في العصر العباسي إلى قسمين: هجاء سياسي وهجاء شخصي.
وقد امتاز اللونان معاً بالسخرية الشديدة والإيذاء المؤلم.
ومِن الغزل الشخصي قول ابن الرومي في هجاء بخيل:
يُقتِّر عيسى على نفسه
يُقتِّر عيسى على نفسه
وليسَ بباقٍ ولا خالدٍ
فلو استطاع لتقتيرة
فلو استطاع لتقتيرة
تَنَّفس من مِنْخرٍ واحدِ
و مِنْ الهجاء العام قول دعبل الخُزاعي في هجاء المعتصم والواثق:
خليفةٌ ماتَ لمْ يَحزنْ لهُ أحدُ
وآخرٌ قامَ لمْ يفرح به أحدُ
فَمَرَّ هَذا وَمَرَّ الشُؤمُ يَتبَعُهُ
فَمَرَّ هَذا وَمَرَّ الشُؤمُ يَتبَعُهُ
وَقامَ هَذا فَقامَ الشُؤمُ وَالنَكَدُ
وهكذا فقد اتجه الهجاء الشخصي نحو السخرية ورسم الصور الهزلية المضحكة.
أمَّا الهجاء السياسي فقد اتجه نحو التركيز على الانحراف الديني ونسب الشذوذ والزندقة للمهجوين.
وكما ظهرَ مدح المدن في الشعر العباسي ظهرَ كذلك هجاء المدن.
ومِن ذلك قول الشاعر:0
إنما البصرة أشجا
إنما البصرة أشجا
رٌ ونخـل وسماد
ليس في البصرة حر
ليس في البصرة حر
لا ولا فيها جواد.
التسميات
التجديد في الأدب العباسي