السلام والأمن في السياسة الخارجية للعراق.. توزيع عادل للثروة وضمان حرية انتقال العلوم والتكنولوجيا لبناء عالم توازن ومتوافق

لمواجهة تحديات النهضة، واستقلال السياسة الخارجية للعراق، عملت الرأسمالية العالمية على تحويل النفط من عامل للقوة إلى عامل للتجزئة. "فبدلا من جعله عنصرا ماديا يغذي الاعتبارات الروحية، حوّل إلى عامل لتقسيم العرب اقتصاديا وسياسيا، فوضعوا النفط في أيدي القلة فأفسدوها، وحرموا الكثرة من مصدر القوة ليضعفوها" ومن أجل أن يكون كل العرب أقوياء، يفترض إلغاء هذا التباين، بين من يملك النفط، ومن لا يمتلكه.
إن السلام والأمن، في فكر القائد يتخطى المفاهيم التقليدية، أي أنه لا يبني فقط على علاقات القوة العسكرية، بل يراه في مدياته الإنسانية والاجتماعية والثقافية من خلال إزالة الفوارق الحادة بين الأغنياء والفقراء في العالم عبر : توزيع عادل للثروة؛ وضمان حرية انتقال العلوم والتكنولوجيا لبناء عالم توازن ومتوافق. السلام والأمن في فكر القائد الراحل يرتبط بالبيئة والأمن البيئي، المهدد بفعل الاستثمارات الرأسمالية الواسعة؛ السلام يرتبط بالتفاعل بين العناصر الاجتماعية والاقتصادية للأزمات، والبحث عن مخارج وحلول من خلال تحليل أسباب ودوافع الأزمة، فلا يمكن تجزئة مشكلات: كالطاقة أو المياه؛ أو التلوث؛ أو شعب فلسطين؛ عن ظاهرة انعدام الاستقرار في المنطقة، لذا يفترض البحث عن حلول جدية لجميع هذه المشكلات، إن "السلام مكسب كبير وهام" وفق تصور السيد الرئيس الراحل، فمن الضروري قيام الأطراف المعنية إقليميا ودوليا، بتقديم تضحيات من أجل تحقيق السلام دفاعا عن الحرية والسيادة.
إن الحوار، كما يؤكد سيادته هو :"الطريق الصحيح للسلام، وإن السلام يجب أن يكون شاملا ونهائيا" عندها سيكون بناءً، لأنه مبني على التوازن والتكافؤ في العلاقات الدولية، وعلى أساس الاحترام المتبادل، للتمهيد لبناء علاقات تعاون بين الدول صغيرها وكبيرها، غنيها وفقيرها "على أساس العدل والإنصاف والمساواة" بتطبيق قرارات الأمم المتحدة "بروحية واحدة" لخدمة قضية الإنسانية في الحرية والعدالة والتقدم والازدهار.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال