المناخ وجسم الإنسان.. تأثير وأهمها الضغط الجوى والإشعاع الشمسي ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح

يتأثر الإنسان ـ ككائن حي ـ بعناصر المناخ وأهمها الضغط الجوى والإشعاع الشمسي ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح.

فانخفاض الضغط الجوى بالارتفاع يؤثر على الإنسان تأثيراً مباشراً، فمناطق مرتفعات الإنديز فى بيرو يسكنها شعوب قليلة استوطنت مثل هذه المناطق.

ومن المعروف أن الإنسان إذا ارتفع من سطح البحر إلى ارتفاع 3000 متراً (10000) فإنه يصاب بدوار الجبل Mountain Sickness وبضيق فى التنفس والصداع والإعياء وإذا ارتفع عن ذلك بكثير فانه يصاب بانهيار تام ثم تعقبه الوفاة.

أما درجة الحرارة فهي عنصر مناخي هام ومؤثر فى حياة الإنسان ، فتبلغ حرارة الجسم البشرى الطبيعية 37.5 درجة مئوية (98.4 ف).

فجماعات الأكالوف فى أقصى جنوب شيلي تلاءمت فسيولوجياً مع الحرارة المنخفضة فى تلك المناطق.

في حين يحتوى غذاء الإسكيمو علي كميات من الشحوم ـ التى يستحيل على غيرهم من الأجناس الأخرى هضمها ـ التى تعطيهم أكبر قدر من الطاقة الحرارية، وتتميز أجسامهم بتراكم الشحوم فيما تحت الجلد.

ويرى بعض الأنثروبولوجيين ومن بينهم بكستون Buxton أن الأنف الطويلة ذات الفتحات الضيقة التى تميز بعض الجماعات البشرية التى تعيش فى المناطق الباردة والجافة تقوم بوظيفة هامة فى تدفئة وترطيب الهواء المتنفس قبل أن يصل إلى الرئتين.

من ذلك يبدوا أن النشاط البشرى والطاقة الجسمانية تتأثران بالمناخ تأثيراً كبيراً، فالحرارة العالية والرطوبة الشديدة لا تساعدان على العمل.

كذلك الهواء الحار مع الرطوبة المنخفضة تؤذي الجلد وتؤدي إلى تشققه وينتج عنها جفاف الحلق والأنف وتزيد من قابلية الإنسان لنزلات البرد.

كذلك فإن هناك الأمراض التى تكثر فى بيئات معينة كالحشرات والأوبئة فى البيئات الحارة والرطبة مثل الملاريا والحمى الصفراء والكوليرا والتيفود وكذلك مرض النوم الذى تسببه ذبابة تسى تسى فى المناطق الاستوائية والمدارية، أما فى المناطق الباردة فتكثر أمراض الرئة والأنفلونزا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال