بالنسبة لأسلوب عرض الكفايات - باستثناء الكفاية النحوية والإملائية- كان أعلى من مستوى المتعلمين الذين لا يمتلكون المعارف والمهارات الكافية التي عرضها المنهج فضلا على تطبيقها والتدرب عليها، وربما يعود ذلك إلى أن المتعلم عموما تعود التلقين ولم يتعود مثل هذه الجدة في العرض.
فيفترض أن يكون أسلوب عرض منهج الكفايات متناسبا مع مستوى المتعلم الفكري والمعرفي. وهذا لم يتحقق على الأقل عندما عرض الأدب عرضا سريعا وتوقع من الطالب بعد ثلاثة أسابيع أن يكتب دراسة تحليلية للنص الأدبي توضح بناه الفنية والمعنوية والثقافية والبلاغية، ويوازن بين النصوص.
وكيف يتأتى هذا للمتعلم خاوي الذهن الذي ليس عنده مخزون معرفي من هذا؟ فهو لم يدرس أصلا علم المعاني ولا علم البديع ولا علم البيان، ولم يدرس خصوصية النص الأدبي وأدوات قارئه التي تشمل: المعرفة المعجمية والقدرة على استدعاء المعاني الإيحائية والظلال المرتبطة بالمفردة، والمعرفة النحوية، والمعرفة البلاغية من حيث نظم الجملة والموسيقا اللفظية والتصوير الفني.
والثقافة التي تشمل ثقافة النص الأدبي وثقافة الأدب والأدبيات والإحاطات المرافقة للنص الأدبي.
مع أن المنهج بين كيفية تحليل النص الأدبي في المستوى الثالث، وكان المفروض أن يكون في المستوى الثاني.
وطرح موضوع القراءة التحليلية والتفسيرية في المستوى الثالث والمفروض أن تؤجل إلى المستوى الرابع بعد أن يمتلك المتعلم أدوات التحليل والنقد وفق منهج التدريب، ولذا كانت خِطط المنهج نوعا ما خيالية فهو يتوقع من الطالب في فترة ثلاثة الأسابيع أن يكتب قصصا فنية جيدة البناء، وأن يصف مشاهد وأحداثا وشخصيات وصفا دقيقا، وأن يكتب مذكراته الشخصية، وجملة هذا لا أظنه يتحقق في هذه الفترة، فالكتابة الإبداعية تحتاج تدريبا متصلا لتحقيق هذه الغاية.
فضلا على أن المنهج قد اكتفى بعرض العموميات عندما ذكر طرق ترتيب الوصف من العام إلى الخاص ومن الخاص إلى العام وحسب التسلسل المكاني، وهذه عموميات تحتاج إلى تعليم وتدريب، ولكن المنهج كتب عقدا مع المعلّم منذ البداية بأن لا يشرح ويترك الطالب يلج في التدريب وحده مع بعض الإرشادات.
وقد اكتفى المنهج في عرض أنشطة كتابة القصة على تحديد عناصرها الفنية، وإرشاد المتعلم إلى الاعتماد على مهاراته في الوصف.
كما اعتمد المنهج في عرضه كفاية التواصل الشفهي على وحدة تدريبية واحدة، وكان المفروض أن تنمى هذه الكفاية في كل وحدة تدريبية.
وكأن هذا التواصل مقصور على هذه الوحدة دون غيرها، وهذا ما أوقع فيه الفصل بين المواد، فهناك أسوار عالية بين كل كفاية.
التسميات
تقويم الكفايات