تأثير الغذاء والأمراض في التنوع السلالي.. آكلو اللحوم يمتازون بالأجسام الضخمة. غذاء سكان الصحراء يتركز فى كميات بسيطة من الأطعمة إلا أنها مليئة بالبروتينيات والدهنيات والسكريات

يؤثر الغذاء على تكوين الجسم وبنائه، فمن الملاحظ أن آكلي اللحوم يمتازون بالأجسام الضخمة وخير مثال لذلك صيادي الماموث فى العصر الحجري القديم، وهنود سهول أمريكا حيث كان اعتمادهم على حيوان البيسون.

وعلى النقيض من ذلك سكان جنوب شرق آسيا الذين يتصفون بالأجسام الصغيرة حيث يمثل الأرز غذائهم الرئيسي.

ويلاحظ أن الأوروبي إذا ما اعتمد على الأرز فأنه يصاب بمرض البرى برى وبعض أمراض فقر الدم الأخرى.

وفى جزر بولينيزيا وميكرونيزيا يعتمدون على البطاطس واليام والسمك وجوز الهند، وهم قريبو الشكل بالأوروبيين والأمريكيين وسكان غرب أوروبا من حيث بناء الجسم وطول القامة وبالرغم من أن غذائهم خال من اللحوم إلا أنه يحتوى على عناصر بروتينية وفيتامينات.

أما غذاء سكان الصحراء يتركز فى كميات بسيطة من الأطعمة إلا أنها مليئة بالبروتينيات والدهنيات والسكريات إذ يشتمل على اللبن والتمر وبعض الحبوب.

وقد لعب المرض دوراً مهماً فى عملية الاختيار الطبيعي فى تاريخ البشرية، ففي مرحلة جمع الطعام التى استغرقت أكثر من 99% من تاريخ الإنسانية حيث كانت أعداد السكان قليلة.

كما كانوا يعيشون متناثرين الأمر الذى ساعد على العزلة، ولكن مع حياة الاستقرار وظهور المحلات العمرانية والحضرية وقبل التقدم الصحي والطبي عصفت الأوبئة والمجاعات بالسكان.

فعلى سبيل المثال قضى الطاعون الأسود على ربع سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وكان من الطبيعي أن يؤدي مثل ذلك الوباء إلى تغير فى تكوين الوحدات الوراثية لدى السكان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال