في العقدين الأخيرين وبعد استيعاب الجغرافيا للحركات المنهجية والفكرية الجديدة كالسلوكية والظاهراتية والبنيوية بدأت الجغرافيا تتفاعل مع معطيات الثورة المعلوماتية والتكنولوجية مما ترتب عليه إثراء نظرية المعرفة الجغرافية وتقدم طرق التقنية المستخدمة.
(فتحي محمد مصيلحي، 1994: ص 37)
وتتضح أبرز معالم هذا الإثراء والتقدم في:
1- الاتجاه نحو الأساليب الكمية فى الدراسات الجغرافية مستفيدة من التقدم الهائل فى علوم الحاسب والثورة المعلوماتية والكمبيوترية.
2- الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.
3- ظهور جغرافيات جديدة تتلاءم مع الثورة المعرفية والاتجاه التطبيقي للجغرافيا، كجغرافية الانتخاب وجغرافية الترويح وجغرافيا السياحة، وجغرافيا الألعاب الرياضية وجغرافيا الخدمات، وجغرافية الجريمة والجغرافيا الطبية وغيرها.
4- تغير النظرة إلى بعض المفاهيم الجغرافية كالحدود والسيادة والدولة وغيرها وظهور مفاهيم جديدة كالعالم متعدد الثقافات، والثروة العالمية، والإرهاب الدولي وغيرها.
وهكذا لم تعد الجغرافيا مجرد وصف للمعالم أو ثبت معلومات عن الأقاليم بل أصبحت نظاماً معرفياً مركباً يجمع بين نتائج العلوم الطبيعية والاجتماعية فى قاعدة معلومات واسعة من البيانات التي تستخدم فى دراسة العلاقات القائمة بين مختلف الظواهر الطبيعية والبشرية، للتوصل إلى حقائق وقواعد وقوانين عن تنظيم الإنسان للمكان، ولاستخدام تلك البيانات والقوانين فى حل المشكلات. (محمد جلال عباس: 1999، ص 160).
التسميات
تطور علم الجغرافيا