السخرية والمجتمع.. التعبير عن رأي المجتمع في الخارجين على سلوكياته وأخلاقه التي أقرها ودخلت لا وعيه

إنّ الصلة بين ظاهرة السخرية والمجتمع أشبه ما تكون بصلة البذرة بالتربة، فهي أصل نشأتها وعالم وجودها، ولولا تغيرات الحياة التي استوجبت وجود مثل هذا اللون ما ظهرت.
أما عن دورها في حياة الأفراد فيأتي منسجماً مع الغاية الجماعية التي تحققها، فهي تؤلف بين أفراد المجتمع وتزيد من روح التعاطف بينهم، وتوحدهم في الدفاع عن إرثهم الاجتماعي والديني والأخلاقي، فيعبر الساخر عن رأي المجتمع في الخارجين على سلوكيّاته وأخلاقه التي أقرها، ودخلت لا وعيه، وتغدو السخرية إطاراً واسعاً لكل التناقضات، نستقرئ من خلالها أحوال المجتمع، وما مر به من أحداث، وما استقر فيه من عيوب ذاتية واجتماعية.
وأهم من هذا أنها تصبح في لحظة ما رادعاً قوياً عندما لا يكون في القانون ما يوجب عقاباً مادياً على انحرافات وأخطاء غير مادية.
وقد تخلق السخرية عاملاً وقائياً يحجب الفرد عن مخالفة الإجماع، خوفاً من سخط الساخر، وردة فعل غيره.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال