كيف أدارت المقاومة حربها النفسية ضد العدو؟.. مسح فشل حرب تموز وإخضاع المقاومة وإبطال صواريخها

درس الصهاينة حروبهم العدوانية وخاصة حرب تموز عام 2006 على لبنان وقرروا أن ينتصروا في حرب تمسح من الذاكرة فشل حرب تموز، وليصنعوا هذا النصر المؤزر أوجدوا غطاء دولياً وإقليمياً، وشحذوا الهمم ودربوا الجيش واستنفروا آلتهم الإعلامية والنفسية والسياسية وانطلقوا نحو قطاع أنهكه الحصار الطويل المُر.
وكانت المفاجأة أن سلاحهم المتطور فشل في إخضاع المقاومة وإبطال صواريخها، وإعلامهم سقط في فخ الكذب، وحربهم النفسية أصبحت برداً وسلاماً على غزة ,وانطلقت المقاومة من رد الفعل السلبي إلى الفعل القادر والمؤثر في المعركة، وخضع الصهاينة للمرة الثانية بعد حرب تموز إلى إرادة المقاومة ولإعلامها الذي تحول إلى رقم موجود وأساسي في معادلة التأثير على الحدث ونقل الصورة والخبر بل واستخدامهما بطريقة علمية موضوعية وفعالة في مواجهة سطوة إعلام قوي اعتاد أن يكون الوحيد في الساحة.
وكما هي طبيعة كل عمل فقد رافقت الحرب النفسية للمقاومة نقاط إيجابية وأخرى سلبية لكنها كانت في جميع الحالات مسلحة بالحق والحقيقة، فارتقت في أدائها إلى الإعجاز ، وللاستفادة من هذه التجربة كان لابد من الحديث عن بعض الجوانب وإضاءة بعض النقاط في الحرب النفسية التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد العدو الصهيوني مع الأخذ بالحسبان أن دورها أساسي في الاستعداد للمعركة العسكرية وخوضها بنجاح وتحقيق أهدافها.