عمر بن الخطاب يدخل مجلس القضاء

من قصص الخليفـة الراشد عمر بن الخطاب أنه اختصم مـع بعض أصحابـه حول موضوع، أن سيدنا عمر أراد أن يوسِّع المسجد النبوي الشريف، فاحتاج إلى أن يضمّ أرضاً للمسجد، وعارضه صاحب الأرض، ويقول للإمام العادل، والخليفة الأمين: ليحكم بيني وبينك آخرون.

سيدنا عمـر يريد أن يوسِّع هذا المسجد، لأنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام في حياته أنه كان يرغب في توسعته، فأراد أن ينفِّذ رغبة النبي عليه الصلاة والسلام كان لا بدَّ أنْ يضمَّ هذه الأرض للمسجد، وصاحب الأرض اعترض.

سيدنا عمر رحب في الأمر، لأنه سيجده عوناً على الحق، إن كان محقاً، وهدى إلى الصواب إن كان مخطئاً.

لقي العباس يوماً, فقال له: يا عباس لقد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قبل موته يريد أن يزيد في المسجد، وإن دارك قريبة من المسجد، فاعطنا إيّاها نزدها فيه، وأقطع لك أوسع منها مع التعويض.

فقال له العباس: لا أفعل.
قال عمر: إذاً أغلبك عليها، أنا صاحب السلطة ، فأصدر لها أمرَ استملاك.
فأجابه العباس: ليس ذلك لك، فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق.

فقال عمر: من تختار؟.
قال العباس: حذيفة بن اليمان.
وبدلاً أن يستدعي سيدنا عمر  حذيفة إلى مجلسه، انتقل عمر والعباس إليه.

لماذا؟
لأن القاضي يؤتى ولا يأتي، والعلم يؤتى ولا يأتي، هكذا الأدب، حذيفة الآن يمثل القضاء، وأحد الخصوم سيدنا عمر، خليفة المسلمين.
وأمام حذيفة جلس عمر والعباس، وقصا عليه الخلاف الذي بينهما.

فقال حذيفة: سمعت أن نبي الله داود عليه السلام أراد أن يزيد في بيت المقدس، فوجد بيتاً قريبـاً من المسجد، وكان هذا البيت ليتيم، فطلبه منه فأبى، فأراد داود أن يأخذه قهراً، فأوحى الله إليه أن أنزه البيوت عن الظلم هو بيتي، فعدل داود، وتركه لصاحبه.

فالعباس نظر إلى عمر، وقال: ألا تزال تريد أن تغلبني على ذلك؟.
فقال له عمر: لا والله.
فقال العباس: ومع هذا، فقد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنا سوف أعطيها لك من عندي تبرعاً، أما أن تغلبني عليها فلا تستطيع، وحذيفة هو القاضي بيننا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال