إصغاء عمر بن الخطاب إلى خولة بنت حكيم.. من خاف الموت خشي الفوت

ذات يوم كان عمر بن الخطاب يمشي في الطريق، فسمع صوت امرأة تقول له: رويدك يا عمر، حتى أكلمك كلمات قليلة، فالتفت عمر، فإذا سيدة جليلة تقول له: يا عمر، عهدي بك أنك تسمّى عُميْراً، تصارع الفتيان في سوق عكاظ، فلم تذهب الأيام حتى سُمِّيت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سُمِّيت أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر في رعيِّتك، واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت.

فقال له من معه: من هذه المرأة التي اجترأت عليك يا أمير المؤمنين؟.
فما كان من سيدنا عمر إلاّ أنْ جذبه، وقال له: دعها فإنك لا تعرفها.
فقال له: من هذه؟.
قال: هي خولة بنت حكيم، التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات، وهي تجادل النبي في زوجها، وتشتكي إلى الله، هذه التي وقفت أمام النبي، وبكت، وقالت: يا رسول الله، إن زوجي تزوَّجني، وأنا شابّة ذات أهلٍ ومال، فلما كبر سني، ونثر بطني، وذهب مالي، وتفرَّق أهلي، قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي، ولي منه أولاد، إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، فالنبي قال: ما أظنك إلا قد حرُمْتِ عليه؟
( ورد في الأثر)

 فقال الله عزَّ وجل:
﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ ( سورة المجادلة الآية: 1)

فقال له: صه، ألا أسمع شكواها إذا كان الله قد سمع شكواها، أي اسكت فمن أنا؟ وقف متأدباً يستمع إلى حديثها.

مقولته الشهيرة التي ذهبت مضرب المثل، والتي أعلنت حقوق الإنسان قبل أن تعلن في فرنسا بألف عام، قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتم أمهاتهم أحراراً.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال