تواضع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لسماع الحق من أدنى شخص في المجتمع آنذاك

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل كلمة الحق, ولو كانت من أقل الناس عنده، فله مقال مشهور: "كلمة الحق، لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها", هذا الخليفة الراشد يرى أن الحق فوق الجميع.

لو أن كل إنسان يشرف على مجموعة من الناس إذا انطلق من هذا المبدأ مبدأ سماع الحق, ولو كان ممن هو دونه، والانصياع له ولو كان في هذا مرارة، كنا بحال غير هذا الحال.

فسيدنا عمر رضي الله عنه, يقول: "لا تقولوا الرأي الذي تظنونه يوافق هواي، قولوا الرأي الذي تحسبونه يوافق الحق"، لأنّ الإنسان أحياناً يستقصي, ما الذي يرضي فلانًا؟ وما الذي يريحه؟ وما الذي يعجبه؟ وما الذي يوافق عليه؟.

مرةً كان مع أصحابه فأراد أحدهم أن يقول قولاً يوافق هوى سيدنا عمر، قال له: والله يا أمير المؤمنين, ما رأينا أفضل منك بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فانتفض هذا الصحابي الجليل، وكأنَّه وجهت إليه تهمة، ونظر في أصحابه واحداً واحداً، وأحدَّ فيهم النظر، إلى أن قال أحدهم مستدركاً: لا والله لقد رأينا من هو خيرٌ منك, قال: ومن هو؟, فقال: أبو بكر الصديق رضي الله عنه, فقال هذا الصحابي الجليل: كذبتم جميعاً حينما سكتم، وصدق هذا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال