في أحد الأيام، بينما عمر بن الخطاب جالس مع إخوانه، إذ برجل يشقّ الصفوف، ثائر، ملء قبضته شعر محلوق، ولا يكاد يبلغ عمر حتى يقذف بالشعر أمامه في مرارةٍ واحتجاج.
ويموج الناس بالغضب ويهم به بعضهم، فيومئ عمر إلى أصحابه أن يسكنوا، ويجمع الشعر بيده، ويشير للرجل أن اجلس.
وينتظر عليه عمر حتى يهدأ روعه، ثم يقول له: ما أمرك يا رجل؟.
فيجيب الرجل: أما والله لولا النار يا عمر.
فيقول عمر: صدقت، والله لولا النار، ما أمرك يا أخا العرب؟.
يقصُّ هذا الرجل على عمر شكواه، وفحواها أن أبا موسى الأشعري أنزل به عقوبةً لا يستحقُّها، فجلده، وحلق شعر رأسه بالموسى.
فجمع الرجل شعر رأسه، وجاء به إلى عمر، فينظر عمر إلى وجوه أصحابه، ويقول: لأن يكون الناس كلُّهم في قوة هذا أحبَّ إليَّ من جميع ما أفاء الله علينا، لأن يكون كل الناس في قوة هذا الرجل أحب إلي من كل الفتوحات التي فُتحت على المسلمين، فما قولكم بهذا الجواب؟.
ثم يكتب لأبي موسى الأشعري يأمره أن يُمَكِّن الرجل من القِصاص منه جلداً بجلدٍ، وحلقاً بحلقٍ.
التسميات
عمر بن الخطاب