إن تجاهل مصطلح قصة قصيرة جدا والسعي الحثيث إلى توليد مصطلحات جديدة بطريقة انطباعية أو اعتباطية لن يزيد المسألة إلا تشابكا وتعقيدا فـ(ليس من المجدي طرح تسميات بديلة أيا كانت؛ لأن كثرة الأسماء مدعاة للبلبلة والفوضى وليست القيمة في اختراع تسمية جديدة بـل القيمة في الاتفاق على المصطلح والأخذ به وإغنائه بالممارسة وحسن الفهم والتطبيق ليستقر.
وما كثرة الأسماء إلا دليل تفرق وتمزق ودليل عدائية وعدم اعتراف بالآخر به وما أحوجنا على المستويات كلها للقبول والاتفاق والوحدة)، والمتتبع لمسيرتها يرى أن تسميتها بالأقصوصة –لقربها من القصة القصيرة- أو قصة الومضة –لقربها من قصيدة النثر أو الومضة- يشكلان اشد الضغوطات الاصطلاحية عليها.
فإذا كانت الأقصوصة توفر للقارئ موقفا جماليا مشروطا إزاء نوع من الكتابة يتصل بالقصة القصيرة من جوانب عدة، فإن القصة الومضة تعد تجديدا لمحاولات التقرب من البناء الشعري الذي يعتمد الإيقاع الحاد للرؤيا بدل الإيقاع البطيء للأحداث، وتذبذبت بينهما تسميتها.
ومثلما لم يضع النقاد حدا فاصلا بين الأقصوصة/ القصة القصيرة، أو بين الأقصوصة/ القصة القصيرة جدا، لم يضعوا فاصلا بين القصة الومضة/ القصة القصيرة جدا أيضا.
التسميات
قصة