عندما كان مشكل التوجيه مطروحا على التلاميذ في مسارهم الدراسي في بعض البلدان المتقدمة، تم الإسراع إلى تبني المشروع الشخصي للتلميذ يقوم على أساس احترام حقوق الطفل في الحرية و المساواة والاختيار والتوجيه الذاتي والمبادرة الحرة.
بعدما قمنا بملامسة المفاهيم التي، بعددها ودلالاتها المتقاربة، تثير نوعا من الغموض عند الحديث عن بيداغوجيا المشروع، يتضح لنا أنها متكاملة، بعضها عام و البعض الآخر صورة مأجرأة لمفهوم عام.
كما أن للسياق التاريخي والتربوي والظروف الذاتية والموضوعية تكون سببا في ظهور مفهوم جديد يتجاوز المفهوم الأول، يمكن، بالكاد، التمييز بينهما.
هذا وإن الشيء المشترك بين كل هذه المفاهيم كونها، في المقام الأول، مجالات خصبة تتجسد فيها اتجاهات التربية الحديثة وتصوراتها المختلفة.
وهي كذلك، في المقام الثاني، نماذج أو طرق تعتبر المتعلم مدار عملية التدريس وقطب الرحى فيها، تدعو إلى جعل المدرسة منفتحة على محيطها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
وتسعى في مجملها إلى تحسين المردودية بواسطة التصدي لظاهرة الفشل الدراسي.
ومن هذه المحاولة التحليلية يمكننا صياغة العلاقة بين كل هذه المفاهيم التي تحوم بالمشروع بتعبيرنا التالي: "لتحقيق مشروع بيداغوجي، نستمد المعطيات النظرية من بيداغوجيا المشروع، وظروف المؤسسة من مشروع المؤسسة، وإمكانات التلميذ الذاتية من المشروع الشخصي للتلميذ ثم نبلور مشروع عمل تربوي تتيح لنا طريقة المشروع تنفيذه".
هذه الجملة تختزل عنصر التكامل بين المفاهيم و انسجامها مع التوجهات العامة وكذا اعتبارها لكل مكونات المنظومة التربوية ومراعاتها للخصوصيات المتعلقة بكل العناصر المتدخلة في عملية التربية.
التسميات
مشروع بيداغوجي