دخول الإسلام في سونغاي.. أسلمة الدولة بعد المجتمع في عاصمة سونغي التي كانت خارج نطاق تأثير الحركة المرابطية

القول بدخول الإسلام في سونغاي بصفة عامة سنة 81هـ إنما يؤكد الخلط في كثير من كتب التاريخ لغرب إفريقيا بين إسلام الشعب أو أفراد منه وبين إسلام الملك ثم تحول مملكته إلي إسلامية.

هذا الطور الثاني إنما يمثل إنتشار الإسلام بين الأهالي وتدفقه في المنطقة علي نطاق واسع  مما جعل ملوك دولها الذين لما يسلموا يفكرون في الإسلام.

وفي أكثر الحالات كان إسلام الحكام – كما قال د. عزالدين موسي – نهاية المطاف لا بداية للظاهرة.

ويقول عن النمط الخامس من أنماط انتشار الإسلام في غرب إفريقيا، وهو: حاكم غير مسلم والإسلام فاش بين رعيته ومؤثر في دولته مثل غانه، يقول: (وأغلب الظن أن هذا النمط يمثل التحول التدريجي البطيء من مجتمع ودولة  غير مسلمتين غلي مجتمع مسلم أولا، ثم دولة مسلمة أخيرا، فجاءت أسلمة الدولة بعد المجتمع، وربما كان حال كوكو قبل القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي علي هذه الصفة، وهي عاصمة سونغي، وخارج نطاق تأثير الحركة المرابطية).

ثم يقول: إن انتشار هذه الظاهرة في غرب إفريقية مقارنا بما كان في صحراء المرابطين يؤدي السؤال الآتي: هل كانت المنطقة بحاجة لنشر الإسلام فيها خاصة وأن ظاهرة هذا الأنتشار وفي  الفترة ذاتها، تمت في الوقت ذاته في مناطق بعيدة عن تأثيرات قبائل المرابطين مثل كوكو (سنغي) وبلاد الهوسا، وارض الكانم!!... أو هل كانت بحاجة إلي أن يكون انتشاره بالسيف كالذي ينسب للمرابطين وحلفائهم التكرور؟.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال