الرأسمالية الجديدة والجريمة المنظمة.. إنتاج أفغانستان من الأفيون يتضاعف في ظل الحماية الأمريكية البريطانية لذلك البلد من عناصر القاعدة

  إعلاماً، وضعت الإدارات الأمريكية  منذ عهد ريجان نفسها بحالة حرب دولية ضد تجارة المخدرات، قبل أن تتناول بعض الإضاءات الحديثة الدور القديم المتصل للمخابرات الأمريكية في توجيه أقسام من هذه التجارة، ضد الشباب الهيبي المتمرد، وضد إنتظامات الأفارقة الأمريكيين، وضد التجمعات العمالية والنقابية، وضد العناصر الوقيدة في الطبقة الوسطى.

وبعد ذلك ظهرت "فضيحة إيران-إسرائيل- كونترا جيت" بقيادة نيجوربونتي، وأوليفر نورث، ثم ظهر بزماننا الحاضر إن إنتاج أفغانستان من الأفيون يتضاعف في ظل ما سمي (الحماية) الأمريكية البريطانية لذلك البلد من عناصر القاعدة!!

كذلك فإن الحرب القذرة ضد الشيوعية في كولومبيا مثلاً تمثل مجالاً لدراسة العلاقة بين وجود جيوش وفرق الموت في جانب تجار المخدرات وشيعهم ضد الحكومة في حين، وفي حين أخر تقف إلى جانب الحكومة ضد الثوار الماركسيين FARAC.

ويبدو إن إلغاء التقعيد الذهبي للنقود أول السبعينيات سمح بإمكان حصول تقعيد جديد نباتي لإيجاد نقود كثيرة وجمعها.

ولكن رغم جمع حرب المخدرات و(توليدها) لنقود ورقية وثروات مهولة فإن الحرب نفسها التي تتكون جيوشها المحلية في مدن أمريكا الجنوبية وقراها من خليط عنصري سمته أبناء الشمس، لم تزل تأكل قدراً كبيراً من الموارد والجهود والثمرات الأمريكية الجنوبية، ومن موارد وجهود وثمرات دول ومجتمعات العالم.

بل يمكن القول إن زراعة المخدرات وتجارتها وحربها وغسيل أموالها، أضحت محركاً رئيساً للإقتصاد الرأسمالي العالمي وتمولاته في ظروف سمتها التفاقم البنيوي العالمي لأزمة  التنظيم الرأسمالي لجهود الإنتاج وموارده وثمراته، إذ تتعارض أقانيم رأس المال التقنية الألية والسياسية لزيادة الإنتاج والأرباح وإرتفاع تكاليفها، وتضاد نزح رأس المال نفسه للمنتجين وإفقاره جيوبهم وتقليله الفعلي المالي لطلبهم للسلع والخدمات، وبالتالي تقليله لمشترواتهم أي تقليله لأرباحه مثالاً لنول صحة الخيوط بنقض الغزول!!؟؟.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال