الغواصات النووية قنابل تحت الماء في مضيق جبل طارق.. انفجار قنبلة نووية واحدة في المضيق لا يشبه في شيء انفجارها في مياه مفتوحة

مخاوف الإسبان من الغواصات النووية في مضيق جبل طارق تبدو أكبر بكثير من مخاوف المغاربة، ربما لأنهم أقرب إلى الخطر من غيرهم، مع أن حوادث نووية في مضيق جبل طارق ستكون عواقبها مدمرة إلى حد كبير، لهذا فإن جمعيات إسبانية طالبت بمحاكمة رئيس الوزراء الإسباني وقتها، خوسي ماريا أثنار، زعيم الحزب الشعبي، لأنها ترى أنه تساهل مع موضوع وجود غواصات نووية رأسية في ميناء جبل طارق خلال فترة حكمه ما بين 1996 و2004.

الاحتجاج الإسباني الأخير حدث قبل بضعة أسابيع فقط عندما وصلت الغواصة النووية الأمريكية «يو إس إس ألكسندريا»، وهي غواصة توصف بكونها من بين أكبر وأخطر الغواصات النووية الأمريكية.

وصول هذه الغواصة إلى ميناء جبل طارق كشف عن جوانب مثيرة في مضيق جبل طارق، والذي تحول إلى معبر رئيسي للغواصات النووية، ليس الآن فقط، بل منذ الحرب العالمية الثانية، غير أنها اليوم أصبحت أكثر ظهورا.

ووفق مصادر عسكرية إسبانية، فإن غواصات نووية أمريكية مثل «يو إس إس أنابوليس»، و«يو إس إس فلوريدا»، و«إتش سوبيرب»، ويو إس إس دالاس»، و (يو إس إس هارتفورد)، كلها عبرت مضيق جبل طارق في فترات متقاربة، وبالضبط في النصف الثاني من السنة الماضية.

المدافعون عن البيئة في إسبانيا يصفون هذه الغواصات بكونها قنابل تسبح تحت الماء، خصوصا وأن انفجار قنبلة نووية واحدة في المضيق لا يشبه في شيء انفجارها في مياه مفتوحة، لأن مضيق جبل طارق ضيق ومليء بالسفن والغواصات وبواخر الصيد، وحوله بلدان بمئات الملايين من السكان، وهو ما يجعل المخاطر في هذه المنطقة مرتفعة بأزيد من عشر مرات بالمقارنة مع مناطق بحرية أخرى.

السخط الذي يثيره رسو الغواصات النووية في ميناء صخرة جبل طارق، وخصوصا الغواصات المعطوبة، كان يقابل بوعود كثيرة من حكومة الصخرة، والتي كانت تعد باستمرار بأن ذلك لن يتكرر مجددا، لكن هذه الوعود كانت تشبه الوعود الانتخابية، لأنه بمجرد أن تغادر غواصة معطوبة ميناء الصخرة، ترسو فيه من جديد غواصة أخرى، وكأن هذا الميناء تحول إلى كاراج نووي مفتوح.

وخلال فترة حكم توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، رسا أكبر عدد من الغواصات النووية في ميناء الصخرة، واحتجت الحكومة الاشتراكية كثيرا، ودائما كان بلير يقدم وعودا إلى نظرائه الإسبان، لكن الوعود تذهب أدراج الرياح.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال