جمعيات تنصيرية للتمويه.. التحايل على الجانب القانوني في القانون الجنائي بالاشتغال في مجالات محاربة الفقر والحاجة و التنمية البشرية

يرى الباحث المغربي في التنصير أنور الحمدوني أن التنصير ـ من حيث الخلفية التاريخية ـ بدأت بذوره تظهر في القرن السادس عشر حين حاول المنصرون تغيير عقيدة المغاربة في فترة المجاعة والأوبئة خاصة في مناطق العرائش والصويرة، مضيفا أن هدفهم منذ ذلك الحين يبقى واحدا وتتجدد وسائلهم وطرقهم.
وقال الحمدوني إنه مثلا على صعيد مدينة العرائش التي ينتمي إليها توجد جمعيات تدعي أنها جمعيات تنموية وثقافية تتلقى إعانات من جهات اسبانية، وتضم شبابا يصرحون علانية بأنهم تنصروا حقيقة دون أدنى وجل.
وكشف الباحث المغربي بأن هذه الجمعيات تتحايل على الجانب القانوني في القانون الجنائي الذي يتضمن عقوبة حبسية لكل من يحاول "زعزعة عقيدة مسلم"، وذلك من خلال الاشتغال في مجالات محاربة الفقر والحاجة و التنمية البشرية وغيرها من المجالات التي تبدو قانونية لكنها تحتوي على آليات لتنصير الشباب من خلال الترغيب في بعض ما يتمناه ويحلم به هؤلاء دون أن يجدوا القدرة على تحقيقه، مما يفيد ـ يردف الحمدوني ـ أن التنصير بالمغرب أضحى يجد له متنفسا ووعاء عبر بعض الجمعيات الجهوية والمحلية التي تدعي الاعتناء بالتنمية أو محاربة الفقر وغير ذلك..
ويلجأ المنصرون ـ حسب الحمدوني ـ إلى وسيلة قد تبدو صغيرة دون نتائج ملموسة، لكن لها من الأثر الشيء الواضح، وهي تعمدهم وضع مجلات وأشرطة تنصيرية في أماكن بالبادية حيث يمر التلاميذ في طريقهم إلى مدارسهم ليحملونها معهم، فإن لم يعوا ما فيها في الأول ، فقد يتأثروا حين تتكون لديهم الثقافة الأولية لاستيعاب الأمور، وبذلك يكون المنصرون يستهدفون الحلقات الضعيفة في المجتمع والتي تتمثل في الأطفال والشباب غير المحصن".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال