انفصال اللغة عن الفكر عند أفلاطون وديكارت وشوبنهاور.. تصور أداتي ينظر إلى اللغة كأداة ووسيلة لإبلاغ الفكر وتصور ماهوي يرى اللغة مادية والفكر روحي

أطروحة الانفصال: (انفصال اللغة عن الفكر) = مركزية الفكر.
تقوم أطروحة الانفصال على تصورين أساسين:
- تصور ماهوي يعتبر أن لكل من اللغة والفكر ماهية متميزة.
بمعنى أن اللغة مادية والفكر روحي.
- تصور أداتي ينظر إلى اللغة  كأداة ووسيلة لإبلاغ الفكر.

1- موقف أفلاطون: 
ينظر أفلاطون إلى المعاني (الفكر) كجواهر، وإلى الألفاظ (اللغة) باعتبارها أشكالا للتعبير عن هذه المعاني.
أي النظر إلى اللغة كوعاء للفكر وكوسيلة أو أداة مادية للتعبير عن هذا الفكر، الذي هو جوهر روحي مستقل عن اللغة كمجال مادي.

2- تصور ديكارت: 
اعتبر ديكارت الفكر واللغة من طبيعتين متناقضتين، كل منهما يشكل كيانا قائما بذاته مستقلا عن الآخر.
فالفكر جوهر روحي خاصيته الوحيدة هي التفكير.
بينما اللغة مظهرها مادي (الصوت، الكتابة..) لذلك فهي في خدمة الفكر، وهي التي تنتجه.

3- وجهة نظر شوبنهاور: (Schopenhauer):
اعتبر شوبنهاور أن الفكر منفصل تمام الانفصال عن اللغة، فالأفكار تموت لحظة تجسدها في كلمات.
وهذا ما يبرر استقلالية الفكر عن اللغة.

استنتاج:
كيف يمكن للغة أن تترجم الفكر إذا كان هذا الأخير جوهرا روحيا خالصا؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد للفلسفة أن تتجاوز الأطروحة التقليدية المرتكزة على التصورين الماهوي والأداتي للغة، حيث التعامل مع الفكر كماهية وكوجود مستقل ومغاير للغة، ومن تم يتم النظر إلى هذه الأخيرة كأداة في خدمة الفكر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال