مرحلة الأشد.. ببلوغ الإنسان رشيدا عاقلا مأمونا على نفسه حسن التصرف

جاء ذكر مرحلة الأشد في مواضع من القرآن العظيم، منها قوله عز وجل في سورة "الأحقاف"، عن الإنسان البارّ بوالديه:{ حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي من ذريّتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}، وقوله تعالى:{ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه}.
و" الأشد" في اللغة: "القوة، ومبلغ الرجل الحنكة والمعرفة"، وقال الأزهري: " الأشد" في كتاب الله على ثلاثة معان يقرب إختلافها:
1- فأمّا قوله تعالى في قصة "يوسف" عليه السلام:{ ولما بلغ أشدّه آتيناه حكما وعلما}، فمعناه: الإدراك والبلوغ، وحينئذ راودته امرأة العزيز عن نفسه، وكذلك قوله تعالى:{ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه}.
2- وأما قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام:{ ولما بلغ أشدّه واستوى آتيناه حكما وعلما}، فإنه قرن بلوغ " الأشد" بالإستواء، وهو: أن يجتمع أمره وقوّته، ويكتهل وينتهي شبابه.
3- وأما قوله تعالى في سورة " الأحقاف":{ حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة}، فهو أقصى نهاية بلوغ الأشد وعند تمامها بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا، وقد اجتمعت حنكته وتمام عقله (انتهى قول الأزهري).
أما مبدأ هذه المرحلة ونهايتها، ففي ذلك أقوال، أهمّها: أن " الأشد" يبدأ ببلوغ الإنسان رشيدا، و"الرشد" هو: أن يبلغ عاقلا مأمونا على نفسه، حسن التصرّف، وحدّد بعضهم سنّ الرشد بثماني عشرة سنة، وبعضهم بسبعة عشر سنة، وقال الجوهري في "الصّحاح": " الأشد" ما بين ثماني عشرة الى ثلاثين سنة.
وخلاصة القول الذي يهمنا هنا: أن مرحلة "الأشد" هي: مرحلة النضج والعقل وحسن التصرّف، وهي "مرحلة الشباب".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال