تنهج بعض الجمعيات الأمازيغية حركية مغايرة مثل الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي التي عبرت عن رفضها لكل أشكال التعريب واعتبرت ذلك "مسا بوحدة الوطن والشعب، واستفزازا للشعور الوطني". لهذا أضحت مواقف حزب الاستقلال الداعي إلى تعريب الحياة العامة تجد معارضة قوية من طرف الجمعيات الأمازيغية لا سيما أنه دأب على ذلك منذ السبعينات.
لذا يمكن تصنيف موقف الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بالموقف الوسط حيث تبنت هذه الجمعية تعريب وتمزيغ الحياة العامة في مقابل التصدي للغات الأخرى وبالخصوص اللغة الفرنسية وتبعاتها الفرانكفونية.
كما نوّه رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بدور العربية والأمازيغية في الحياة اليومية للمواطن المغربي وأنهما "تتقاسمان المكونات الأساسية للتواصل في المجتمع المغربي". فموقف الجمعية ليس ضد العربية بل "هو دفاع عن مكانة الأمازيغية في المغرب".
وتقوم الجمعية بإصدار أعمالها بالعربية.
ويخلص رئيس الجمعية إلى أن من لا يعترف باللغة الوطنية للبلاد، أي العربية، لا يمكنه أن يدعي الوطنية، وفي المقابل، من يرفض الأمازيغية، يصنف في نفس الخانة لأن الوطنية "لا تحتمل التجزيء". ويتجلى التناقض عند معسكر دعاة التعريب في المغرب في ازدواجية سلوكياتهم الاجتماعية حيث أنهم يعدون من الفئة التي تشجع على الفرنسية وتوجه أبناءها نحو الدراسة بالفرنسية.
وتلاحظ هذه الازدواجية السلوكية كذلك عند النخبة الأمازيغية التي تدافع عن ولوج اللغة الأمازيغية للتعليم المغربي بيد أن أبنائها يتابعون دراستهم في المدارس والمعاهد الفرنسية والأمريكية. كأن الفئتين معا تنتهجان نوعا من التفويض الممنهج والوصاية اللغوية والثقافية على باقي مكونات المجتمع المغربي دون أن يعني ذلك محيطها العائلي والأسري الخاص.
التسميات
أمازيغ