تفرض ثقافة العولمة تحديات كبرى على الشعوب والأمم والدول، لأنها تريد أن تفرض أنساقها، مستفيدة من كونها مركز النظام العالمي الجديد، ومرتكز الإنتاج بكل أشكاله المادية والمعنوية، ومنها الأشكال الثقافية والفكرية والعلمية والأدبية والنقدية، والسياسية والاجتماعية، ومستمدة قوتها ـ كذلك ـ من امتلاكها لمراكز الإعلام، والبحوث القوية والفضائيات، والتقنيات والقوة العسكرية... ولا مراء لدينا في أنها حققت شيئاً من ذلك منذ الربع الأخير من القرن العشرين بالقوة المادية والمعنوية، التي سارت على طريق فرض أنساقها وتجلياتها... لتبرز في العشر الأخير منه هيمنة القوة الأمريكية وحدها، ما جعل العولمة تقابل الأمركة وتهدد الهوية الثقافية (Identity) للدول والشعوب، بمثل ما تهدد الدولة الوطنية (state-Nation) لما تملكه من أدوات فاعلة كالمعلوماتية والإعلام والتقنيات والاقتصاد والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والمنظمات غير الحكومية؛ وشبكة كبيرة من العلاقات الدولية، فضلاً عن نظريات شتى في الثقافة والسياسة كالديمقراطية؛ والحقوق المدنية والحريات العامة.
لهذا قال عالم الاجتماع المعروف (أنطوني جيد نس): «إن ظهور نظم معولمة أو عالمية يعني أن العالم الذي نعيش فيه مختلف تماماً عمّا سبقه من المراحل والعصور».
التسميات
عولمة