أياً كانت التحديات صعبة فإننا لا نريد أن نضع الثقافة العربية في مواجهة ثقافة العولمة بوصفهما ثقافتين متصارعتين، وإنما نريد جادين تحقيق الوعي بكل منهما ماهية وطبيعة ووظيفة وغاية لئلا تقع ثقافتنا فيما وقعت به بعض الثقافات من حالات التلاشي، أو الذوبان، أو العجز أو القصور. فلما كانت ثقافتنا ثقافة أصيلة وحيوية كانت ـ على الدوام ـ تُعير وتستعير، وترفض الدونية، وإن وقع أبناؤها في التخلّف المعرفي. وهذا كلّه يخلق لدينا حالة من المواكبة لكل ما هو جديد ومفيد لتعزيز المشروع الثقافي العربي النهضوي؛ إذ لا يمكن تحقيق هذا المشروع في سياق تاريخي منغلق أو منعزل عن التقدم الإنساني ـ فتعزيز الهوية الثقافية العربية ينبثق من صميم هوية الأمة، ومواكبة كل تطور معرفي وتقني يحدث في العالم، وتوظيف ذلك للنفع الوطني والقومي.
التسميات
عولمة