النسيان والتكليف.. النسيان أمر يعرض للعقل فيصرفه عن تذكر مطلوب أو عن فعل أمر لازم وهو مغافر في حقوق الله تعالى

"النسيان" معروف، وقيل في تعريفه: إنه "أمر يعرض للعقل، فيصرفه عن تذكر مطلوب، أو: عن فعل أمر لازم"، وهو مغافر في حقوق الله تعالى، فلا يترتب على نسيان واجب من الواجبات الشرعية إثم، كمن نسي صلاة ثم ذكرها، فإن عليه أن يصليها حين يذكرها، ولا إثم عليه في هذا النسيان، لقوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه: "من نسي صلاة، فليصلّ إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك"، وعن إبراهيم النخعي قال: "من ترك صلاة واحدة عشرين سنة، لم يعد إلا تلك الصلاة الواحدة"، أي: لم يجب عليه سوى قضائها كما هي، صلاة واحدة ولو تركها من دون قضاء، عشرين سنة.
أما في حقوق العباد، فلا يكون النسيان عذرا فيها، فمن أتلف مال إنسان ناسيا، ضمن له قيمته، ولكن لا إثم عليه، لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رفع عن أمتي: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه"، أي: رفع عنهم الإثم، إن فعلوا محرما خطأ، أو: بالإكراه، وسيأتي  تفصيل حكم "الإكراه" لاحقا، في "الطوارئ المكتسبة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال