إن ثقافة العولمة تتفرع وتتناسل وتتشابك وتتداخل بمفاهيم كثيرة كالهيمنة والاستغلال والاستعمار الذي تروجه بعض الدوائر الغربية بحجة الاحتواء ومحاورة الآخر، أو بحجة الواقعية السياسية والإعلامية، والتقنية والعسكرية.. ولعل هذه الواقعية تفرض ذاتها لما تنتجه من علاقات متغيرة في ضوء القوة التي يملكها طرف دون طرف، ما يعني تجاوز مفهوم المصالح المشتركة والحقوق في الثقافة وغيرها؛ بل يصل الأمر إلى المسّ بمقومات السيادة الوطنية واتخاذ القرار السيادي بحجة المرونة والقبول بالأمر الواحد... وبهذا كله فإن هناك تعارضاً يصل إلى مرتبة التحدي الأكبر بين الحضارة العربية بكل أبعادها الزمانية والمكانية وبين الحضارة الغربية بوصفها انقلبت إلى حضارة هيمنة نتيجة تصورات أصحابها... أي إن الحضارة الغربية لم تعد تتسم بمصطلح الحضارة التي ترتقي بالأبعاد الخلقية للبشرية على الرغم من الارتقاء في مرتبة المدنيّة... وهنا يكمن الصدام بين الحضارة العربية وثقافتها وبين ثقافة العولمة التي شكلت المدنية الأخيرة للغرب أساسها العضوي.
التسميات
عولمة