ارتباط اللغة بالفكر عند دو سوسير وميرلوبونتي ولاكروا.. اللغة هي نتاج الفكر وتبليغه في نفس الوقت وممارسة تحقق وظيفة أخرى هي التواصل

أطروحة الارتباط: (ارتباط اللغة بالفكر) = مركزية اللغة.

1- أطروحة دو سوسير: 
إن الطرح اللساني المعاصر مع دوسوسير يؤكد على العلاقة الوظيفية بين اللغة والفكر، ذلك أنه لا تقتصر وظيفة اللغة تجاه الفكر في تقديم أداة صوتية مادية تتيح له أن يظهر وينكشف فحسب، بل توفر له أيضا إمكانية أن يتجزأ أو ينقسم، ويتخذ لنفسه شكلا وهيئة.
إن اللغة إذن هي الشكل الوحيد لوجود الفكر، إنهما ( اللغة والفكر) وجهان لعملة واحدة متربطان ومتلاحمان، بحيث لا يمكن تصور الفكر خارج اللغة.

2- موقف ميرلوبونتي (Maurice Merleau-ponty 1961-1908):
يرى ميرلوبونتي أنه ليس للفكر باطن، لأنه ليس من شأن الفكر أن يوجد خارج الألفاظ. فالمعنى يسكن اللفظ، والفكر لابد أن يتجسد في عبارات.
إن اللغة في النظر ميرلوبونتي ليست مجرد لباس خارجي للفكر، بل هي حضور للفكر نفسه في صميم العالم المحسوس.
فالفكر والكلام يتكونان في آن واحد، وهما عملية ذهنية واحدة، تتم دفعة واحدة.

3- وجهة نظر لاكروا (H.Lacroix):
اللغة والفكر حسب لاكروا متعاصران (متزامنان)، لا يمكن تصور فكر قبل اللغة، بحيث يقول: (إن الفكر تصنعه اللغة إذ يصنع اللغة).

استنتاج:
إن التأكيد على وحدة اللغة والفكر لا يعني أنهما متطابقان، بل متمايزان يتبادلان التأثير فيما بينهما، فاللغة تنتج الفكر وتعبر عنه في الوقت نفسه، والفكر بدوره ينمي اللغة ويطورها عبر توسيع قاموسها وتدقيق الفروق بين علاماتها.
إن وصف اللغة بكونها تعبر عن الفكر لا يكفي للإحاطة ببنية اللغة، ذلك أن اللغة هي نتاج الفكر وتبليغه في نفس الوقت.
إذن اللغة ممارسة تحقق وظيفة أخرى هي التواصل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال