عولمة التكنولوجيا.. عولمة النشر في الكتاب الإلكتروني وأثره في استكمال السيطرة على الثقافات

إن عولمة التكنولوجيا تؤدي إلى تغيير جذري عند الشعوب يكون لصالح الدولة المنتجة؛ ما يفرض في نهاية المطاف عولمة اجتماعية وثقافية تابعة. وتعد عولمة النشر في الكتاب الإلكتروني وأثره في استكمال السيطرة على الثقافات من أبرز أنماطها. وهنا يمكننا أن نذكّر بكتاب (الحرب الثقافية الباردة) للكاتبة الإنكليزية (فرانسيس ستونر سوندرز). وهو ينطوي على منظومة الحرية الثقافية الأمريكية التي تحكي قصة الهيمنة؛ وقصة الجاسوسية على دول العالم، علماً أن أمريكا غدت تنشر كتباً تراعي خصوصية كل دولة، وكلها تخدم مصالحها الخاصة؛ أي إنها تنشر كتباً حسب الطلب مراعية بذلك عدم إيذاء الشعوب إيذاء مباشراً... وقد عُنيت بنشر الكتاب الإلكتروني أيما عناية، لأنه غدا أكثر انتشاراً، ويسمح لمتلقيه أن يرجع إليه بكل حرية وسهولة... ولهذا نشرت أمريكا في عام(2008م) نحو (285) ألف كتاب إلكتروني وورقي...
وهذا يستدعي منا سؤالاً مهماً، كيف يمكن للعرب تجسير الفجوة الرقمية بينهم وبين الغرب عامة وأمريكا خاصة؟!. إن تقدم الوسائل التقنية يفرض تحدياً كبيراً على العرب لمواكبة التطور العالمي؛ وإعادة تنظيم علاقتنا بها بشكل جيد... فالتحدي التقني الإلكتروني لم يعد مقتصراً على الفجوة الرقمية، أو على الأمية التقنية، وإنما غدا تحدياً ينذر بتدمير بنية الأمّة في ماضيها وحاضرها... فثورة المعلومات التي تحدثها التقنيات الحديثة لا تتوقف عند القدرة على الاتصال بين البشر وإنما تمتد إلى خلخلة كل ما هو سائد في مجتمع ما، وخاصة حين يمتد تأثير البرامج الإعلامية وما تبثّه الفضائيات إلى كل ما يستشعر المرء حاجة إليه مهما كان ساذجاً، كالمادة الإعلانية أو الترفيهية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال