شعر صرمة بن أبي أنس الديني.. الارتياب في عبادة الأصنام والاغتسال من الجنابة ووتجنب الحائض

ارتابَ صرمةُ في عبادة الأصنام، وكان قد ترهّب في الجاهلية، ولبس  المُسوح، وفارق الأوثانَ، واغتسل من الجنابة، وتجنّب الحائض، وكان يقول: أعبدُ ربَّ إبراهيمَ، حين فارق الأوثان، وكرهها، وكان قوّالاً للحق، معظّماً لله عزّ وجلّ  في الجاهلية. فلما بُعث  الرسول الكريم أسلم، وحسُنَ إسلامُه، وهو شيخ كبير. ومما يصوّر  اتّجاهه التوحيديَّ قولهُ:
يقـول أبـو قيس  وأصبح غـادياً ألا ما استطعتم  من وصاتي فافعلوا
فأوصيكــم  بالله  والبـرّ والتّقى      وأعراضِكـم  والبـرُّ بالـله  أوّلُ
وإنْ قومُكُم  سـادوا  فلا تحسدُنّهم     وإن كنتمُ أهل الرّياسـةِ  فاعدلـوا
وأنْ نزلتْ إحدى الدواهي  بقومكم فأنفسكم دونَ العشيــرة فاجعلـوا
وإنْ نابَ  غُرمٌ فـادحٌ فـارفقوهم       وما  حمّلوكم  في الملمّات  فاحملوا
وإنْ انتـمُ أمعَـرْتـمُ فتعفـّفـوا وإنْ         كان فضلُ الخير فيكمْ فأفضلوا
وقولهُ:
سبّحوا الله شرقَ  كلّ صباحِ طلعتْ شمسه وكلّ هلالِ
عالـم  السـرّ والبيانِ لديْنا       ليس ما قال ربُّنا بضلالِ
إلى أن يقول:
يا بنيّ الأرحـامَ لا تقطعوها     وَصلوها  قصيرةً  من طوالِ
واتّقوا الله في ضعاف اليتامى    ربمّا يُستحـل غيـُر الحلالِ
 واعْلَمـوا أن لليتيـم وَليّـاً  ثم      عالماً يهتـدي بغير السؤالِ
ثم مـالَ اليتيـم لا تأكلـوه           إنّ مـالَ اليتيم يرعاهُ والي
أحدث أقدم

نموذج الاتصال