مفهوم الشرك عند عرب الجاهلية.. وسائط وشفاعات تقربهم إلى الله سبحانه الخالق الذي بيده الأمر

لم يكن الجاهليون يؤمنون بأن الأوثان والأصنام خالقة مدبرة قادرة.
ولم يكن الشرك إشراكا في وحدانية الله.

فالدلائل تشير - ويكفي أن يكون القرآن الكريم قد نصّ على ذلك- إلى أن عرب الجاهلية كانوا يؤمنون بالله الواحد القوي، الخالق الذي بيده الأمر.

وكان اتخاذهم الأصنام على أنها وسائط وشفاعات، تقرّبهم إلى الله سبحانه {ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.

وشرك العرب كان متحد النوع بشرك قوم نوح، حتى إن أوثان أولئك وقعت إلى هؤلاء.

وسبب ابتداع الشركين واحد عند الفريقين، وللعرب اتصال بالكلدانيين، فإن الجميع أبناء سام، ولغاتهم متحدة الأصل، ولهم علاقة خاصة بإبراهيم؛ فهو جد العدنانيين، ومن بني عمومة القحطانيين، ثم هو الذي رفع قواعد البيت معقد عزهم ومنتهى فخرهم، وترك بينهم ابنه إسماعيل ظهيره في مأثرة بناء الكعبة، ينشر فيهم الحنيفية، وينثر عليهم مما في صحف إبراهيم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال