الخمر عند شعراء الجاهلية.. صفوان بن أمية الكناني. الأسلوم اليامي. مقيس بن صبابة. عبد المسيح بن عسلة. العباس بن مرداس

وصفوانُ بنُ أميةَ الكناني أقسم على نفسه ألاّ يشربها طيلة حياته، ولا يشفي بها سقيماً، وذلك حيث يقول:
رأيتُ الخمر صالحةً وفيها -- مناقبُ تفسد الرجلَ الكريما
فلا واللِه اشربها  حياتي -- ولا أشفـي بها  أبداً سقيما

وارتفعتِ المقاييسُ الأخلاقيةُ عالياً عند الأسلوم اليامي، فنراه يحرم الخمر والزنا فيقول:
سالمتُ قومي بعد طول مظاظةٍ -- والسّلم أبقى في الأمور وأعرفُ
وتركتُ شُربَ الراح وهي أثيرةٌ -- والمومساتِ وتركُ ذلك أشـرفُ
وعففت عنـه يـا أميـم تكرماً -- وكذاك يفعل ذو الحجى المتعفف

ويترفع مقيس بن صبابة عن الخمرة وسواها من اللذات، فيقول:
رأيتُ الخمرَ طيبة وفيها -- خصـالٌ كلّهـا دنس ذميمُ
فلا واللهِ اشربها حياني -- طوال الدهر ما طلع النجومُ
سأتركها وأتركُ ما سواها -- من اللذاتِ ما أرسى يسومُ

ويحذّر عبدُ المسيح بنُ عسلة شاربي الخمر، ويبين ما فيها من أذى، فيقول:
والخمرُ ليستْ من أخيك ولـ -- ـكنْ قد تخون بآمن الحلْمِ
وتبيّـنُ الـرأيَ السّفيـه إذا -- جعلتْ رياحُ شمولها تنمي

ومن الذين هجروا الخمر، أيضاً، العباسُ بنُ مرداس، وعثمانُ بنُ عفان، وعبدُ الرحمن بنُ عوف، وعثمانُ بنُ مظعونٍ، وأبو بكر.

وقد روي عن أم المؤمنين عائشةَ أنها قالت: "ما شرب أبو بكر رحمه الله خمراً في جاهلية ولا إسلام".

وقيل للعباس بن مرداس: "لم لا تشرب الخمر، فإنها تزيد في جرأتك، فقال: ما أنا آخذ جهلي بيدي، فأدخله في جوفي، وأصبح سيّد قومي، وأمسي سفيههم".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال