الهجرة اللبنانية إلى المستعمرات البريطانية في أفريقيا.. ساحل الذهب (غانا) وسيراليون التي كانت نقطة توقف لكل السفن المتجهة نحو مناطق المستعمرات الانكليزية

على صعيد المناطق الإفريقية التى خضعت للاستعمار البريطاني، وبالنظر لعدم احتفاظ السلطات الاستعمارية بسجلات موثوق بها عن المهاجرين الأوائل إلى مستعمراتها، تتضارب الأخبار المتعلقة بهجرة اللبنانيين إلى غرب إفريقيا الإنجليزية، حيث يرى البعض أن أول مهاجر لبنانى إلى مناطق النفوذ البريطانية وصل إلى سيراليون عام 1880م.

ويرى آخرون أن أول موطئ قدم للبنانيين في المستعمرات البريطانية فى إفريقيا كانت منطقة ساحل الذهب (غانا) عام 1870م.

والراجح لدينا أن سيراليون هى من أولى المناطق في غرب إفريقيا الإنجليزية  التي شهدت هجرة اللبنانيين إليها، باعتبار أن سيراليون كانت نقطة توقف لكل السفن المتجهة نحو مناطق المستعمرات الانكليزية.

وبصفة عامة يمكن القول أن البيانات المتوفرة تشير إلى عدة حقائق أساسية فى هذا الشأن وهي أنّ:

1- الهجرة إلى غرب إفريقيا بدأت أواخر القرن التاسع عشر.

2- فى بعض المناطق سبقت أنشطة التجار والمهاجرين اللبنانيين أمثالهم من الأوروبيين.

3- نشاط اللبنانيين فى تلك الحقبة قد انحصر في المدن الساحلية لغرب إفريقيا.

4- مع أواخر القرن التاسع عشر، استقر المهاجرون اللبنانيون فى معظم المناطق المهمة من غرب إفريقيا انطلاقا من المرافىء الساحلية لغرب إفريقيا التى استقبلت المهاجرين اللبنانيين الأوائل.

حيث كان المهاجرون اللبنانيون ينتقلون من بيروت إلى مرسيليا ومنها إلى دكار ثم كوناكري وفريتاون، ومن ثم إلى لاغوس وكانت الرحلة تستغرق نحو 40 يوماً، لذا كانت المدن الساحلية في غرب إفريقيا بمثابة معابر وجسور مهمة لهجرة اللبنانيين إلى داخل مناطق غرب القارة.

- اللبنانيين استمروا في نشاطهم التجاري والهجرة إلى إفريقيا متأثرين فى ذلك بالأحداث التى شهدتها بلادهم آنذاك ، والتى كانت سببا أساسيا فى الهجرة اللبنانية بصفة عامة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال