الحماسة في قصيدة عامر بن الطفيل: بقر بطون الحبالى وقتل الأجنة في الأرحام والزهل بالانتصارات المحققة ضد الأعداء

في يوم فيف الريح رسم عامر بن الطفيل صورة مفزعة لما صنعوه بأعدائهم، فيزهو ببقر بطون الحبالى. وقتل الأجنة في الأرحام، حتى لا يفكروا بالعودة إلى قتالهم مستقبلا، وقال:
بقرنا الحبالى من شنوءة بعدما
خبطنا بفيف الريح نهدا وخثعما
مجنبة قد لاحها الغزو بعدما
تباري مراخيها الوشيج المقوما
ونحن صبحنا حي نجران غارة
تُبيلُ حبالاها مخافتنا دما

ويستعرض في قصيدة أخرى سلسلة المعارك التي خاضتها قبيلته مع أعدائها ويزهو بتلك الانتصارات التي أحرزوها، فيقول:
ولاقينا بأبطح ذي زرود
بني شيبان فالتهموا التهاما
وحيا من بني أسد تركنا
نساءهم مسلبة أيامى
وقتلنا حنيفة في قراها
وأفنى غزونا حكما وحاما
قتلنا كبشهم فنجوا شلالا
كما نفرّت بالطرد النعاما
وجئنا بالنساء مردفات
وأذواد فكن لنا طعاما
وقد نلنا لعبد القيس سبيا
من البحرين يقتسم اقتساما
ولاقينا بذي نجب حصينا
فأهلكنا بمقلتنا أساما

ثم يمضي مفتخرا بقوة قومه، الذين أجبروا العدو على الهرب مخلفين وراءهم أزواجهم للسبي:
وأفلتنا على الحومان قيس
وأسلم عرسه ثم استقاما
ولو آسى حليلته  للاقـى
هنالك من أسنتنا حِمامـا

ثم يشير إلى مبالغتهم في القتل:
وآل الجون قد ساروا إلينا
غداة الشعب فاصطلموا اصطلاما
قتلنا منهم مئة بشيخ
وصفدناهم عصبا قياما

ثم يلتفت إلى تميم، ويذكرها بما حل بها يوم الشعب:
ويوم الشعب لاقينا لقيطـا
كسونا رأسه عضبا حساما
أسرنا حاجبا فثوى أسيـرا
ولم نترك لأسرته سوامـا
وجمع بني تميم قد تركنـا
نبين سواعدا منهم وهـاما
أحدث أقدم

نموذج الاتصال