اهتمام الشعراء الأمويين بالشعر الجاهلي.. عجز شعراء الإسلام عن أن يبتدعوا لأنفسهم نوعا جديدا من الشعر

لم يكن هناك شاعر ذو شأن إلا وروى شعر الجاهليين، وأخذ عنهم، فقد كان أخذ الأمويين عن الجاهليين أمرا طبيعيا، فهم يرون فيه نموذجا يحتذى.

وقد عجز شعراء الإسلام عن أن يبتدعوا لأنفسهم نوعا جديدا من الشعر.. بل عجزوا عن أن يتركوا في الشعر أثرا يذكر إذا ذكرت الآثار، ولم يبق أمام الشعراء الأمويين سوى الشعر الجاهلي يمدون إليه أبصارهم، ويسيرون على ضوئه وهداه.

وقد صور الفرزدق مدى روايته ومعرفته للشعر الجاهلي، فقال:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا -- وأبو يزيد وذو القروح وجرول
والفحل علقمة الذي كانت له -- حلل الملوك كلامه لا ينحل
وأخو بني قيس وَهُنّ قتلنه -- ومهلل الشعراء ذاك الأول
والأعشيان كلاهما ومرقشً -- وأخو قضاعة قوله يتمثل
وأخو بني أسد عبيد إذ مضى -- وأبو دؤاد قوله يتنخل
وابنا ابي سلمى زهير وابنه -- وابن الفريعة حين جد المقول
والجعفري وكان بشر قبله -- لي من قصائده الكتاب المجمل
ولقد ورثت لآل أوس منطقا -- كالسم خالط جانبيه الحنظل
والحارثي أخو الحماس ورثته -- صدعا كما صدع الصفاة المعول
أحدث أقدم

نموذج الاتصال