قدم اليهود إلى الجزيرة العربية بعد أن طردهم قياصرةُ الروم، فالتجأ كثير منهم إلى الحجاز واليمن. وقد استطاع اليهود في اليمن، منذ عصر متقدم أن يهوّدوا أحد ملوك التبابعة، وهو ذو نواس، ويحرضوه على التنكيل بنصارى نجران، وتحريقهم بالأخدود، وإلى هذه الحادثة أشارت الآية الكريمة {قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلاّ أنْ يؤمنوا بالله العزيز الحميد}. وسرعان ما استطاع الأحباش النصارى القضاء على ذي نواس سنة 525، وحينذاك كسرت شوكة اليهود في اليمن. ولم يبق لهم شأن يذكر هناك.
وفي الحجاز نزلت قبائل كثيرة من اليهود ، أهمها بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع، واستوطنوا في يثرب، وخيبر، ووادي القرى، وتيماء.
وقد حاول المستشرقون اليهود أن يثبتوا أن اليهودية كان لها صوتٌ وكيانٌ قويان في الجزيرة العربية، والحق أنه لم يكن لهذه الديانة سيطرة نفسية على العرب، فليس بين أيدينا ما يدل على انهم خلفوا آثارا واضحة في الجاهليين، فقد ظل العرب الشماليون بعيدين عنهم، وعن دينهم، لا يتأثرون به في قليل أو كثير"، بل ظلّ تأثير اليهودية خافتاً في الشعراء اليهود أنفسهم، كالسموأل، فليس في شعره شيء يوهم المرء بأن صاحبه من اليهود، مما حدا ببعض الباحثين إلى الريبة في يهوديته.
التسميات
ديانات العرب