أوضاع المهاجرين اللبنانيين فى إفريقيا.. حدوث الهجرة فى ظروف استثنائية تتعلق فى مجملها بظروف الفتن والحروب على الساحة اللبنانية

إن دراسة أوضاع المهاجرين اللبنانيين فى إفريقيا أمر يكتنفه العديد من الصعوبات تتعلق من ناحية، بالامتداد الزمنى للتواصل الإفريقى الذى يمتد - فى العصر الحديث - إلى عشرات العقود، وما أسفر عنه ذلك التواصل من تأثيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية بين الجانبين، وهي التأثيرات التى ألقت بظلالها الإيجابية أحيانا، والسلبية أحيانا أخرى على العلاقات العربية الإفريقية بصفة عامة والإفريقية اللبنانية بصفة خاصة على نحو ماسيرد لاحقاً.

من ناحية ثانية، يمكن الإشارة إلى صعوبة أخرى تتمثل فى عدم وجود إحصائيات يعتمد عليها فى تقدير حجم الجاليات اللبنانية فى العالم بصفة عامة وإفريقيا بصفة خاصة، ومجالات أنشطتهم.

وهو أمر  يرجع في جانب منه إلى أن الهجرة اللبنانية إلى الخارج تمت فى معظم الأحوال فى ظروف استثنائية تتعلق فى مجملها بظروف الفتن والحروب على الساحة اللبنانية، الأمر الذى لم يكن من المتصور معه القدرة على حصر أعداد المهاجرين من البلاد إلى الخارج.

ويرجع في جانب آخر إلى ظروف الدول الإفريقية فى ظل الاستعمار وبعد الاستقلال، فكثير من الدول الإفريقية لم تكن تتوافر لها الكفاءات والقدرات الإدارية القادرة على وضع قواعد بيانات دقيقة حول القاطنين بأراضيها من المواطنين والأجانب، وعدم قدرة البعض الآخر من الدول على إجراء تعداد سكانى يأخذ فى الاعتبار الأصول العرقية أو الانتماءات الدينية، لما لذلك من انعكاسات سلبية على الاستقرار السياسي والاجتماعي فى تلك البلدان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال