حضارة الغساسنة والتأثر بالحضارتين الساسانية والبيزنطية.. وصف حياة الغساسنة في السلم والحرب في أشعار حسان بن ثابت والنابغة الذبياني

كانت حضارة الغساسنة متأثرة إلى أبعد الحدود بالحضارتين: الساسانية والبيزنطية.

وقد عنوا بالزراعة لصلاح موقع بلادهم لهذا النوع من العمل، واستغلوا مياه حوران في الزراعة، فعمرت القرى والضياع.

وكان اهتمام  أمراء غسان بالبنيان عظيماً، فعلى الرغم من إقامتهم في البوادي، فإنهم أقاموا  كثيراً من الأبنية من قصور وقناطر، وأبراج وغيرها.

وينسب حمزة الأصفهاني  إلى ثلاثة عشر أميراً تشييد القصور والأبنية العامة. 
 
وقد أفادتنا أشعار حسان بن ثابت، والنابغة الذبياني في وصف حياة الغساسنة في السلم والحرب، وهو وصف يلقي ضوءاً على حضارتهم، ومن ذلك قول حسان:
أسألـتَ رسـمَ الدار أمْ لمْ  تسـألِ بَيْنَ الجـوابي فالبضيـعِ فحوملِ

 إلى ان يقول:
لـله درُّ  عصــابــةٍ نامتهــُمْ يوماً بجلـّق  في الزمـان الأوّلِ
يمشون  في الحُلَلِ المضاعفِ نَسْجُها مَشْيَ الجمال إلى الجمال البـزّلِ
الضاربونَ الكبـشَ يبـرقُ  بيضـُه ضَرْباً يطيحُ لـه  بنانُ المفصـلِ
والخالطـون َ  فقيرَهُــمْ  بغنيّهـم والمنعمونَ على الضعيف الُمْرملِ

ومما قاله النابغة فيهم:
إذا ما غَزوْا  بالجيش حلّق فوقَهم -- عصائبُ طيـر تهتدي بعصائبِ
ولا عيْبَ فيهم  غيـر أنّ سيوفَهم -- بهنّ فلولٌ من  قـراع  الكتائـب
لهم شيمة لم يعطهـا اللهُ غيرهـم -- من الجود والاحلامُ غير عوازبِ
محلّتهُمْ ذاتُ الإله ودينهُم   قويـمٌ -- فمـا يرجـون غيـرَ العواقـبِ
رقاقُ النّعالِ طَيّـبٌ حجُزاتُهمْ -- يحيّوْنَ  بالرّيحان يوم السّباسبِ
تحييهُمُ بيـضُ الـوَلائد بينهـم -- وأكسيةُ الاضريج فوق المشاجبِ
يصونون أجساداً قديماً نعيمُها -- بخالصةِ الاردان خُضرِ المناكبِ
أحدث أقدم

نموذج الاتصال