أثر الشعر الجاهلي في التأديب..رسم الصورة الواقعية لحياة الناس ورصد الاتجاهات النفسية والاجتماعية ومتابعة الوضع الإنساني

تؤكّد الدراسات الأدبية، التي حاولت دراسة الشعر العربي في العصر الجاهليّ، أن هذا الشعر استطاع أن يرسم الصورة الواقعية لحياة الناس، ويرصد الاتجاهات النفسيّةَ والاجتماعية َ رصداً دقيقاً، ويتابع الوضع الانساني متابعة توحي بالقدرة على استيعاب ذلك.

وقد أدرك عبد الملك بن مروان هذه الحقيقة في قوله لمؤدّب ولده: روّهم بالشّعر، روّهم بالشعر، يمجدوا وينجدوا.
وقال مرّة لمؤدب ولده: أدّبْهم برواية شعر الأعشى، فإن لكلامه عذوبة.

وقال أيضاً: إذا أردتم الشعر الجيّد فعليكم بالزّرق من بني قيس بن ثعلبة -وهم رهط الأعشى-، وبأصحاب النخل من يثرب -الأوس والخزرج-، وأصحاب الشعف من هذيل.

وفي العصر العباسي لم يجد المفضل الضبي ما يؤدب به تلميذه المهديَّ، فاختار هذه المجموعة الشعرية، التي عُرفتْ باسمه، لتكون مادة للتأديب، ثم توالت بعد ذلك كتب الاختيارات الشعرية، "وكلها لم تكن في الواقع الاّ المدرسة الكبرى التي تخرج فيها الشعراء المحدثون في العصر العباسي".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال