قلة القتل في حروب عرب الجاهلية.. القتلى ذوو الشأن والمنزلة في حرب البسوس لا يزيد عددهم على ثمانية أنفار من تغلب وأربعة من بكر

ربما توهم من يقرأ أخبار وقائع تاعرب في الجاهلية، أنها تشبه الحروب المألوفة من حيث اتصالها، ووقائعها.

ولم يكن الأمر  يجري على هذا النحو، وأن كثيراً من أيام العرب لم يكن  إلاّ مجرد نزاع بسيط، وإن قليلاً  منها هو الذي كان يرقى إلى درجة الحرب.

وإن هذه الأيام لم تكن تفجع  البدو بكثير من القتلى، ومما يدل على قلة خطر هذه الأيام ما ذكروه من أن القتلى ذوي الشأن والمنزلة في حرب البسوس - التي استمرت نحو أربعين عاماً - لا يزيد عددهم على ثمانية أنفار من تغلب، وأربعة من بكر، وان عدد قتلى بني عبس يوم الهباءة لم يكن يزيد في قول بني عبس أنفسهم على مائة فارس، وأن عدد قتلى بني يربوع يوم الغبيط لم يزد على سبعة فوارس.

ويعزى السبب في حرص البدوي على قلة القتل  إلى عاملين اثنين هما الثأر والدية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال