مستقبل الجاليات العربية والإسلامية في غرب إفريقيا.. خلق أرضية صالحة للتصارع والتطاحن والاختلاف بين المجموعات العرقية المختلفة سواء أكانت محلية أم وافدة

ترتبط مسألة مستقبل الجاليات العربية والإسلامية في غرب إفريقيا ارتباطا وثيقا بالحاضر والماضي إذ يلعب التاريخ دورا مهما في تكييف تلك العلاقة وصبغها إما بالصبغة الايجابية أو السلبية وقبل إصدار أو استصدار حكم على إيجابيات وسلبيات العلاقات العربية الإفريقية في إطارها الداخلي في دول غرب افريقيا يلزم الالتفات إلى الماضي لإلقاء نظرة سريعة على نوعية العلاقات بين المجموعات العرقية العربية والإفريقية في فترة ما قبل الاستعمار.

إن طبيعة العلاقات بين المجموعات كانت في مجملها علاقات إنسانية طيبة ومنبع تلك العلاقات الشعور العميق بالرابطة الإسلامية أي بالارتباط الثقافي والفكري والوجداني بدار الإسلام العربية وبالمصالح والمنافع المشتركة والتعاون المصلحي المتبادل سواء كان ذلك في إطار العقيدة أم العلاقات الفكرية أم الثقافية أم التجارية أم الدبلوماسية.

وفي حالات عديدة تقع صراعات ومشاكل سياسية أو اجتماعية بين المناطق الإفريقية والمناطق العربية، لم تؤثر تلك العلاقات على الثوابت من العلاقات ولم تنعكس هذه العلاقات السلبية على الشعوب والأعراق والمجموعات المختلفة كما أثبتت ذلك بعض المصادر التاريخية الموثوق بها.

ومن أبجديات نظام الحكم الاستعماري في غرب إفريقيا وبقية المستعمرات الأخرى تطبيق سياسة، فرق تسد المعروفة.

ومعلوم أن طبيعة ومنهج وأسلوب تطبيق هذه السياسة قد يختلف من مكان لآخر إلا أن الثمار التي يجنيها الاستعمار من هذه الترتيبات هي نفس الثمار.

ففي ذلك خلق أرضية صالحة للتصارع والتطاحن والاختلاف بين المجموعات العرقية المختلفة سواء أكانت محلية أم وافدة.

ومن الطبيعي أن تنسحب هذه التخطيطات الاستعمارية على الجاليات  العربية الوافدة أبان الفترة الاستعمارية وبخاصة منطقة الشام -سوريا ولبنان.

وبما أن الجالية اللبنانية هي أكبر الجاليات العربية ذات الوزن الاقتصادي والسياسي إلى حد ما فإن مستقبلها قد تحدد في بعض المناطق بطرق إيجابية وفي مناطق أخرى بطرق سلبية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال