الرواة العلماء للشعر الجاهلي.. أبو عمرو بن العلاء. حماد الراوية. خلف الأحمر. المفضل. الأصمعي. أبو عبيدة. أبو عمرو الشيباني. ابن الأعرابي. محمد بن حبيب. أبو حاتم السجستاني

منذ مطلع القرن الثاني الهجري نشأت طائفة جديدة من الرواة، وهم الذين يطلق عليهم "الرواة العلماء"، "وربما كان أول شيوخها الذين مهدوا الطريق، فكانوا هم الرواد السابقين: أبو عمرو بن العلاء (المتوفى سنة 154هـ) وحماد الراوية (المتوفى سنة 156هـ ).

ولذا قال محمد بن سلام: "وكان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حماد الراوية".

وقد أخذ عن هذين العالمين -أبي عمرو وحماد- سائر من نعرف من شيوخ العلم والرواية كخلف الأحمر، والمفضل، والأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي عمرو الشيباني، وأخذ عن هؤلاء من تلاهم: كابن الأعرابي، ومحمد بن حبيب، وأبي حاتم السجستاني، ثم أخذ عن هؤلاء: السكري وثعلب وأضرابهما.

وأخذ بعض هؤلاء العلماء يسيحون في أحياء البادية، والأمصار، يروون الشعر، ويروّونه الناس، ويتخذون من هذا صناعة مثل: حماد، وتلميذه خلف الأحمر، والمفضل الضبي، وأبي عمر الشيباني، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وغيرهم.

وبعضهم أخذ عن الأعراب الذين كانوا يفدون إلى الأمصار، يعرضون بضاعتهم الشعرية على هؤلاء العلماء. حيث كان الشعر -حينئذ- تجارة رابحة في الحواضر، كما روى بعضهم عن بعض.

ومنهم من جمع بين ذلك كله، واختلفت مناهجهم في الأخذ والرواية، لأسباب واعتبارات ليس هنا مجال تفصيلها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال