منهج ابن طفيل التربوي في قصة حي بن يقظان.. قابلية التعلم والإدراك بالفطرة السليمة بإدراك المحسوسات والمعقولات إدراكا يتصف بالتمام والكمال

منهج ابن طفيل التربوي في قصة حي بن يقظان:

يؤكد ابن طفيل على أهمية الاستعدادات العقلية والانفعالية عند الإنسان. فالإنسان يمتلك قابلية التعلم والإدراك بالفطرة السليمة وعلى هذا الأساس تمكن حي من إدراك المحسوسات والمعقولات إدراكاً يتصف بالتمام والكمال. لأن عقل حي كان مهيأ باستعداد فطري للكشف عن طبيعة الحقائق والعلاقة الجوهرية بين الأشياء: بين الخالق والمخلوق، بين الجسد والروح، بين المتشابهات والمتناقضات، وبين القضايا المتقابلة والمتعاكسة.

المنهجية ال عرفانية لحدوث المعرفة:

ومع ذلك كله فإن هذه المعرفة لا تحدث بصورة عفوية كيفما اتفق بل تحدث عبر منهجية عرفانية ترتبط بالعمر والخبرة والتجربة والبيئة.
فالطبيعة عامل كشف وإلهام، وهي التي تصقل الفطرة وتنمي فيها انقداحات المعرفة وبفضل التجربة الطبيعية لحي تمكن من الكشف عن ماهية الأشياء وطبيعة المعقولات.

ويبين ابن طفيل المنهجية التي يعتمدها حي في كشفه وفي إشراقاته العقلية.

خطوات المنهج العرفاني:

ويتكون هذا المنهج العرفاني من الخطوات التالية:‏

- أولاً: الانتقال من البسيط إلى المركب في معرفة الكائنات والمخلوقات والأشياء:

إذ كان حي ينتقل في عملية المعرفة ومن السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب.‏

- ثانياً: الانتقال من الظاهر المحسوس إلى الباطن:

وتلك هي حالة حي عندما ماتت الظبية حيث كان يبحث في ظاهر الأمر، فلم يعرف سبباً لموتها ولكنه افترض غياب الروح فيها وهي كينونة لا تشاهد بالعين المجردة ولو كانت كذلك لشاهدها.‏

- ثالثاً: الانتقال من المحسوس إلى المعقول:

وهذا يشمل إدراك حي لمبدأ السببية والعليّة ومبدأ الوحدة والكثرة ثم ماهية الأشياء ومكنوناتها.‏
رابعاً ـ الانتقال من الجزئي إلى الكلي ومن الخاص إلى العام وهذا يدل على المعرفة الاستقرائية التي ينتقل فيها الإنسان من الملاحظات الجزئية إلى القانون العام الذي يشملها.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال