المرحلة الثالثة‏ في قصة حي بن يقظان.. إدراك التكامل القائم بين الروح والجسد وتعطل حاسة ما يؤدي إلى تعطل وظيفتها الإدراكية والكشف عن مبدأ العلية والسببية بين المظاهر الطبيعية

المرحلة الثالثة‏ في قصة حي بن يقظان:

تبدأ المرحلة الثالثة من السابعة حتى الحادية والعشرين من العمر، وهي من أطول مراحل النمو عند حي وهي بالتالي تشكل نوعاً من الاستمرارية المؤسسة على المرحلة السابقة والتي تؤسس لمرحلة لاحقة.

التكامل بين الروح والجسد:

ففي مستوى الجسد استطاع حي أن يدرك التكامل القائم بين الروح والجسد وبدأ يفهم ماهية كل منهما.
فالروح كما يدركها هي أسمى من الجسد، والجسد آلة الروح ومسكنها.
وتبلغ معرفة حي عن العلاقة بين الجسد والروح غايتها القصوى ويتفهم وظائف الأعضاء وطبيعتها.‏

الحب الروحي:

وفي المستوى العاطفي تتمحور عواطف حي ونوازعه الانفعالية نحو الظبية التي منحته الحياة.
وقد تعلم من الغراب عملية الدفن دفن الجثث الميتة ومواراتها في التراب.
وقد فعل ذلك عندما ماتت أمه الظبية ولكن حبه بقي وجداً روحياً شمل جميع الظباء في الغابة لأنه كان يرى صورة أمه في جميع الظباء. وذلك هو الحب الروحي الذي يعم ويسمو ويأخذ انطلاقته الرمزية.
وفي المستوى العقلي نجد أن حي يحقق تقدماً لا يستهان به في مجال التفكير والتأمل والنظر في قضايا الكون والوجود والحياة.

العلاقات في المرحلة الثالثة‏:

واستطاع في هذه المرحلة أن يكتشف علاقات كثيرة أهمها:‏
  • الكشف عن العلاقات بين أشياء متنافرة ومتضادة مثل علاقة الروح بالجسد.‏
  • عرف أن الإدراك يتم عن طريق الحواس وأن تعطل حاسة ما يؤدي إلى تعطل وظيفتها الإدراكية.‏
  • إدراك طبيعة الحركة من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى. كما أدرك خصائص المادة الهندسية التي تتعلق بالعمق والطول والعرض والارتفاع.‏
  • الكشف عن خصائص المادة وأصولها التي تعود إلى الماء والهواء والتراب والنار.‏
  • الكشف عن مبدأ العلية والسببية بين المظاهر الطبيعية.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال