تتحدث الروايات أنه لما ساءت العلاقةُ بين كسرى والنعمان، كتب كسرى إلى النعمان يأمره بالقدوم إليه، فأدرك النعمان سوء المصير، فحمل سلاحه، ثم مضى لبني طيء لصهر كان له فيهم، وعرض عليهم أن يمنعوه ولكنهم أَبوْ خوفاً.
فأخذ يطوف بقبائل العرب، يطلب النصرة إلى أن نزل بذي قار في بني شيبان سراً.
فلقي هانيء بن مسعود بن عمر بن ربيعة، أو هانيء بن قبيصة بن هانئ بن مسعود، كما يقول ابو عبيدة.
وكان هذا الرجل سيداً منيعاً، فاستودعه ماله وسلاحه، ولما قتل النعمان، طلب كسرى من إياس بـن قبيصـة أن يجمع ما خلفه النعمان، وأن يرسله اليه، ومن ثم فقد بعث اياس إلى هانئ بن مسعود أن يرسل ما استودعه النعمان إياه، فأبى هانئ ذلك، وغضب كسرى، وأرسل اليهم يخيّرهم بين ثلاثٍ، أحلاهنّ مرّ: الاستسلام، أو الرحيل، أو الحرب.
واجتمعت كلّمة بني بكر على الحرب وعدم الاستسلام.
واختلف المؤرخون في زمن معركة ذي قار هذه، وفي اسمها أيضاً.
ومهما يكن الأمر فان هذه هي أول معركة تنتصر فيها القبائل العربية على الجيش الفارسي، فقد أعطاهم هذا النصر ثقة كبيرة بأنفسهم، وتجرأت القبائل العربية على الهجوم المباشر على بلاد الساسانيين.
التسميات
ممالك عربية