شعر أمية بن أبي الصلت الديني.. لم يؤمن حسدا لأنه كان يطمع في النبوة ويرجو أن يكون هو النبي المبعوث

كان أُميّةُ قد نظر في الكتب وقرأها، ولبسَ المُسوحَ تعبّداً. وكان مّمن ذكر إبراهيمَ، وإسماعيلَ، والحنيفيةَ، وحرّم الخمر، وشكّ في الأوثان.. وطمع  في النبوّة، لأنه قرأ أنّ نبيّاً يُبْعثُ من العرب، وكان يرجو، أن يكون هو ذاك النبي  المنتظر، فلما بُعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قيل له: هذا الذي كنت تستريث، وتقول فيه، فحسده، وقال: كنت أرجو أن أكونه. لهذا نرى أن أكثر ما وصل إلينا من حياته يتعلق بهذا الجانب. 
وفيه قال الأصمعي: ذهب أُميّةُ في شعره بعامة ذكر الآخرة. وتجمع المصادر على أنه مات كافراً، ولم يؤمن حسداً لأنه كان يطمع في النبوة، ويرجو  أن يكون هو النبي المبعوث. فأخذ يرشّحُ نفسه لهذه المكانة. ومما يؤكد أنه كاد  يسلم قول الرسول – صلى الله عليه وسلم- وكاد أُميّةُ  بن أبي الصلت أن يسلم، أو  فلقد كاد يسلم في شعره. 
 ومما يصور اتجاهه التوحيديَّ قولُهُ:
الحمدُ لله مُمْسانا ومُصَبَحنـا بالحمدِ  صبّحنـا  ربيّ ومسّانا
ربُّ الحنيفةِ لم تنفذْ  خزائنُها مملوءةً  طبّق  الآفـاق اشطانا
إلى أن يقول: 
يا ربّ لا تجعلنيّ كافراً أبداً      واجعل سريرةَ قلبي الدّهرإيمانا
أحدث أقدم

نموذج الاتصال