نظرا لتأرجح عملية التكوين في المدارس العليا، بين اكتساب المعارف الأكاديمية والتركيز على العلاقـات البيداغـوجية وعلى تقنيات التنشيط والتبليغ فإن أسئلة عديدة تواجه كل مهتم بمستقبل هذه المدارس.
ويمكن إجمال هذه الأسئلة في ما يلي:
ويمكن إجمال هذه الأسئلة في ما يلي:
- هل يتعين إعطاء الأولوية " لبيداغوجيا المضامين " التي تهتم بتبليغ المعارف النظرية أم "لبيداغوجيا التعلم" التي ترتكز على ما يعرف بتعلم التعلم؟
- ما هي المساحات المسموح بها داخل هذه المؤسسات، لتفعيل التكوين المستمر كعنصر مساهم "في ضمان تنافسية النسيج الإنتاجي وفي تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمتكونين وفتح آفاق مهنية أخرى أمامهم"؟.
- كيف يمكن للمدرسة العليا للأساتذة، كمؤسسة للتعليم العالي، أن تكون " قبلة للباحثين الجادين ومختبرا للاكتشاف والإبداع"؟.
وبالتالي ما هي الآليات والإمكانيات التي تسمح لها بالمزاوجة بين عملية التكوين والمساهمة في تطوير البحث العلمي.؟
وبالتالي ما هي الآليات والإمكانيات التي تسمح لها بالمزاوجة بين عملية التكوين والمساهمة في تطوير البحث العلمي.؟
- وما هي الجسور الممكنة التي يتعين خلقها بين المدارس العليا للأساتذة، ومؤسسات التكوين العالي الأخرى (كليات، معاهد الخ)؟
إن هذه الأسئلة تطرح أمام المدارس العليا عدة رهانات، يمكننا اختزالها في أمرين اثنين وهما: رهان الاستقلالية ورهان الديموقراطية.
إن هذه الأسئلة تطرح أمام المدارس العليا عدة رهانات، يمكننا اختزالها في أمرين اثنين وهما: رهان الاستقلالية ورهان الديموقراطية.
فالاستقلالية في مجال التكوين، تعني كما أشرنا إلى ذلك، قدرة الفرد على تحديد أهدافه وتدبير سلوكه، انطلاقا من قواعد ومعايير تلبي حاجياته الخاصة وتستجيب لاختياره الشخصي.
وبهذا المقتضى، فإن رهان المدارس العليا هو تشجيع وتنمية استقلالية المتكونين وتثمين روح المشاركة والمبادرة والمسؤولية لديهم.
وبهذا المقتضى، فإن رهان المدارس العليا هو تشجيع وتنمية استقلالية المتكونين وتثمين روح المشاركة والمبادرة والمسؤولية لديهم.
وهذه المواصفات جميعها، مقترنة بعملية التكوين الذاتي التي يكون فيها الشخص منخرطا في أنشطة البحث والإنتاج وبلورة المشاريع الشخصية كما يكون متمكنا من أدوات التقويم الذاتي.
وقد سبقت الإشارة إلى ارتباط هذا التكوين بالفكر الحداثي الذي يؤكد على فعالية الذات وعلى مركزية الإنسان في العالم.
وتعتبر الديموقراطية رهانا آخر، يقترن في مجال التكوين، بثقافة الاختلاف وبحرية المساءلة والنقد وخلخلة كل الأحكام الجاهزة. وهو ما يتطلب كسلوك، معرفة بالأساليب الحجاجية، أي معرفة بقواعد ومعايير النقاش وبأخلاقياته، حيث تكون الغلبة لأفضل حجة وحيث تحل سلطة الحجة محل حجة السلطة.
ويقتضي هذا الأمر ديموقراطية تعليمية، تكون فيها حظوظ التكوين واكتساب الكفايات متساوية بالنسبة للجميع، كما يتم فيها تجاوز الانغلاق البيروقراطي القائم على تراتبيه تقليدية – عسكرية حسب تعبير دريدا – يحصل فيها الامتثال للتعليمات دون أدنى حس نقدي وفي تجاهل تام لفضائل المشاركة والحوار بين كل الأطراف الفاعلة في مجال التكوين.
فالموقف النقدي الذي يسمح بمساءلة الثقافة والقيم السائدة، هو الذي يساهم في جعل التكوين في خدمة الإنسان كمشروع داخل المجتمع وهذا الأمر مشروط بممارسة الحرية داخل فضاء المؤسسة التعليمية كخطوة أساسية في المسار الديموقراطي الحقيقي للمجتمع.
فالموقف النقدي الذي يسمح بمساءلة الثقافة والقيم السائدة، هو الذي يساهم في جعل التكوين في خدمة الإنسان كمشروع داخل المجتمع وهذا الأمر مشروط بممارسة الحرية داخل فضاء المؤسسة التعليمية كخطوة أساسية في المسار الديموقراطي الحقيقي للمجتمع.
التسميات
تكوين