المستوى العلمي للنقص في ثقافتنا العالمة:
سننطلق في هذا المستوى، من قولة سديدة للعالم الأبستمولوجي توماس كوهن، مستقاة من كتابه "الثورة الكوبرنيكية". (الترجمة الفرنسية، فايار، 1973، صفحة 137).
فبعد أن عرض للمساهمة الإسلامية، في الرياضة والكيمياء والبصريات، وخصوصا في الفلك، حيث أبدع المسلمون طرقا غير مسبوقة لرصد مواقع الكواكب، وسبقوا لتقنيات رياضية غير مطروقة لوصف حركاتها ومساراتها، خلص إلى القول: "لكن، نادرا ما أبان العرب عن إبداع نوعي في مجال النظرية العلمية".
هذا القول، الذي يحتوي على قسط هام من الحقيقة، يدفعنا إلى طرح مجموعة من التساؤلات:
1- لماذا ظلت المعارف العلمية التي بلغها أجدادنا في مختلف فروع العلم، مجرد معارف متفرقة، دون أن تظهر الحاجة إلى ضم أطرافها وجمع شتاتها في أنساق نظرية؟
2- لماذا ظهر كوبرنيك في الغرب المسيحي و لم يعرف الشرق الإسلامي له ِكفاء، مع أن علم الفلك، بلغ على يد أقطاب مدرسة مراغة بالخصوص، مبلغا يكفل هذا الظهور.
وبعبارة واحدة، لماذا لم يتحول التراكم التقني والرياضي لدى المسلمين، إلى نقلة مفهومية، كما سيصير مع الثورة الكوبرنيكية؟
3- كيف كان تعاملنا في الماضي مع المعرفة العلمية؟ هل مارسنا العلم لذاته وبحثنا عن الحقيقة لوجهها، أم هيمن علينا منطق المنفعة والحاجة، كما كان شأن أسلاف أسلافنا المصريين و البابليين؟
4- لماذا لم تظهر لدينا الجامعات، بالمعنى الحقيقي للكلمة، بينما عرفها الغرب منذ العصر الوسيط؟
5- لماذا لم ننشئ كليات للطب، رغم ما بلغه هذا العلم لدينا من تطور، بينما ظهرت هذه الكليات في سالرنه بايطاليا ومونبليي بفرنسا، بُعيْدَ انطلاق حركة ترجمة التراث اليوناني و العربي إلى اللاتينية؟.
التسميات
فلسفة